كل العذاب فى الدنيا مؤجل إلا ظلم الناس، ذلك أن الله سبحانه وتعالى يؤجل للعاصين حسابهم إلى يوم القيامة ما عدا ظلم الناس، ونجد أن الله يأخذ الظالم بالعذاب الأصغر قبل أن يهلكه ويمهله، فإذا تجبر فى الأرض، وزاد فى ظلمه، فإنه فى هذه الحالة يهلكه، والسماء تتدخل دائماً لتزيل الظلم من الأرض عندما يستكين الناس للظالم، ولا يتحركون لدفع الظلم عن أنفسهم، ذلك أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يستشرون عادة فى ظلمهم، ولذلك لابد أن تتدخل قدرة الله فى الحياة الدنيا لتزيح الظالم أو تهلكه، حتى لا يستشرى الظلم فى الأرض، وحتى لا يشقى خلق الله بالظالم حين يزداد فى ظلمه وطغيانه، لذلك فالله سبحانه وتعالى حريص على أن يرى المظلوم يوماً فى ظالمه، ولعلنا شاهدنا حكاماً دانت لهم الأرض واستشرى ظلمهم بشعوبهم، وتدخلت إرادة السماء لتنزع عن هؤلاء قوتهم وجبروتهم وانطلقوا مذعورين خائفين، لا يجدون مكاناً فى الأرض يأوون إليه رغم عظم ثرائهم ووفرة المال عندهم، ترفضهم حتى تلك الدول التى كانت تعينهم على الظلم!! فهل من متعظ؟! صادق السيد البحراوى مدير عام منيا القمح التعليمية سابقاً