انتقد عدد من الخبراء وأساتذة العلوم السياسية، اتجاه بعض الأحزاب لترشيح شخصيات مصرية عالمية لانتخابات رئاسة الجمهورية المقرر إجراؤها فى 2011، ومنها ترشيح بعض أعضاء حزب الوفد لأسماء حائزة على جائزة نوبل، مثل الدكتور محمد البرادعى، رئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية، والدكتور أحمد زويل، إلى جانب طبيب القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب، وترشيح حزب الإصلاح والتنمية «تحت التأسيس» وزير الإعلام الأسبق منصور حسن، إلى جانب استعداد بعض الأحزاب لطرح أسماء أخرى للترشيح أجلت الإفصاح عنها، واعتبر الخبراء هذا الاتجاه دليلاً على خلو الأحزاب من الكوادر والقيادات التى تصلح للترشح لهذا المنصب. قال الدكتور عمار على حسن، أستاذ الاجتماع السياسى، إن الأحزاب السياسية فى مصر مفلسة ولا توجد لديها شخصيات تستحق الترشيح، مشيراً إلى أن ما يدفع الأحزاب نحو هذا الاتجاه هو اعتقادها أن الانتخابات الرئاسية لا يجب أن تكون شكلية بأى حال من الأحوال، لكن السلطة تريد من الأحزاب المشاركة الديكورية دون أن يكون لها دور حقيقى، موضحاً أن رغبة الأحزاب فى أن تكون الانتخابات حقيقية أظهرت الصراع بين الصف الأول من قياداتها، والذى يحق له الترشيح فى الانتخابات، والصف الثانى الذى لا يرى فى قياداته من يستحق الترشيح. وأرجع الدكتور ضياء رشوان، الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات، هذا الأمر إلى أن الأحزاب تعتبر خارج الحياة السياسية من الناحية العملية، وتساءل: هل تكمن مشكلة مصر فى إدارة فنية أم فى قائد سياسى ذى خيال وإرادة وإحساس بالمصريين ومشاكلهم، نافياً أن يكون سؤاله انتقاصاً من مقام أى من الشخصيات التى طرحتها بعض الأحزاب، وبرر رشوان انتشار هذه الظاهرة بالأحزاب بغياب أجيال العواجيز وشيوخ الأحزاب وهيمنة وسيطرة الصغار عليها، موضحاً أن أول الأحزاب خلواً من المرشحين هو الحزب الوطنى نفسه، لافتاً إلى أن 39 شخصاً، إلى جانب الرئيس مبارك، هم أعضاء المكتب السياسى والأمانة العامة للحزب، ويحق لهم الترشح، والحزب لا يجد فيهم من يصلح غير الرئيس مبارك وابنه. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، خبير النظم السياسية، إن هذا الاتجاه يعكس وجود أزمة داخل الأحزاب السياسية تتمثل فى نجاح القيود القانونية والأمنية عليها فى تفريغها من كوادرها ورموزها التى يمكنها التأثير فى الشارع المصرى، وهو ما جعل الأحزاب تبحث عن بدائل تعلمت فى بيئة مختلفة أكثر نقاءً، بها حياة سياسية أفضل ومناخ ديمقراطى.