لم تعد الشكوى من المقاعد البالية، ولا الشبابيك المكسورة أو دورات المياه المتهالكة أو القمامة المتناثرة فى كل مكان، حيث تجاوزت المدرسة الثانوية فى معهد د. فؤاد محيى الدين الأزهرى فى شبرا الخيمة كل هذا، ووصلت إلى مرحلة لا تعكس حالة الاهتمام التى تبديها وزارة التربية والتعليم، ولا التصريحات التى يطلقها مسؤولوها عن الاحتياطات التى اتخذتها الوزارة للحد من انتشار أنفلونزا الخنازير. فى الثانية عشرة ظهراً تبدأ جموع الطلاب فى الهروب من المدرسة بأداء دقيق ومنظم، يبرره الطلبة: «والله مش هربانين من الحصص، إحنا هربانين من الزبالة اللى بيغصب علينا المدرسين جمعها كل يوم من فناء المدرسة قبل ما نمشى». الطلبة أكدوا أن المدرسة شجعتهم على الانضمام إلى فريق الكشافة، وبعد اشتراكهم فوجئوا بأن الكشافة من وجهة نظر المدرسين تعنى جمع القمامة من الفصول وتنظيفها وجمع القمامة من حوش المدرسة وحرقها، وقالوا: «مش ناقصنا غير إننا ننضف بيوتهم والبيوت اللى حواليهم». محمد حسين طالب فى الصف الثانى الثانوى قال: حتى البسكويت والكتب الدراسية عندما يتم إحضارها بسيارات النقل من الوزارة يطالبوننا بحملها من السيارة إلى المخازن. وأضاف: «كنا نعتقد أن هذه الأعمال ستنتهى هذا العام، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية حتى لا نصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير زى ما شوفنا فى التليفزيون لكننا فوجئنا بالمدرسين يطالبوننا قبل بداية الحصة الأولى فى أول يوم دراسى بأن نجمع القمامة من الفصل ثم نلقى بها فى أحد أركانه ليقوم اثنان منا بتجميعها فى كيس بلاستيك أو (كرتونة) ويلقيانها خلف المدرسة». وأشار محمد نبيل، طالب بالصف الثالث الثانوى إلى سوء حالة البنية الأساسية فى المدرسة قائلاً: «منذ التحقت بالمدرسة قبل عامين لم أجد أى اهتمام بالنظافة فالمقاعد والشبابيك مكسرة، ودورات المياه لا يذهب إليها أحد بسبب سوء حالتها الأمر الذى يضطرنا إلى التبول على جدران سور المعهد الخلفى». وتابع: «الطلاب هنا معرضون للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، خاصة أن معظم المدرسين (مشايخ) ودائماً ما يؤدون العمرة أو يلتقون وإندونيسيين وباكستانيين وغيرهم من طلاب الأزهر، الأمر الذى يجعلهم أكثر عرضة للإصابة».