وهم البحث عن الآثار هو نفسه السبب فيما آلت إليه أوضاع أهالى قرية «ناهيا البلد»، حيث تهدمت بيوتهم وصدرت لها قرارات إزالة، ولم يبق لهم منها سوى عشش صفيح وبيوت مهدمة وشروخ تقطع الجدران وتنذر أصحابها بكارثة مقبلة. 15 منزلاً من منازل القرية التابعة لمركز ومدينة كرداسة فى محافظة «6 أكتوبر» صدرت لها قرارات إخلاء، خوفاً على سكانها من انهيار المنازل فوق رؤوسهم، 7 من أسر هذه المنازل تم إخطارهم بالإخلاء، وانتقلوا حسب نصيحة المحافظة للإقامة فى صالة الكونغوفو الرياضية فى مركز شباب ناهيا، وبقى سكان المنازل المتبقية يعانون قائلون: «نصحو كل يوم على أصوات نعتقد أنها أصواتنا تحت أنقاض منازلنا». قد يعتقد سكان هذه المنازل المتهدمة أن جيرانهم الذين أتيحت لهم فرصة الإقامة فى صالة الكونغوفو أوفر حظاً وأفضل حالاً، وذلك على عكس الواقع الذى يعيشونه فالصالة مقسمة إلى 5 أجزاء، تفصلها قطع قماش، واستخدم الأهالى جدران المركز فى التعبير عن مشكلتهم وتعليق لافتات الاستغاثة ومطالبة المحافظ د. فتحى سعد بحل المشكلة وتوفير بدائل محترمة لهم. خالد عبدالمعبود، أحد الأهالى المتضررين، أكد ل«المصرى اليوم» أنه اكتشف وجيرانه عمليات الحفر أسفل منازلهم قبل عامين عندما فوجئ بظهور تصدعات وشروخ فى منزله، مما جعله يحرر محضراً ضد اثنين من جيرانه، تبين أنهما يحفران أسفل منازل شارع الحسنية، بحثاً عن الآثار، ورغم صدور قرار بإزالة منازل المشكو فى حقهما وإقامة دعوى قضائية، فلم تتحرك وحدة الشؤون القانونية فى مركز كرداسة لإقامة الدعوى حتى الآن. وقال: «من وقتها ومنزلى متصدع ولم تفلح معه محاولات التنكيس، وحررت أكثر من محضر لإثبات الحالة، إلى أن جاء قرار المركز بتشميع وإخلاء فورى لمسكنى وعدد 6 مساكن أخرى ملاصقة تعرضت لعمليات الحفر». وأضاف: «لم نصمت طوال هذه الفترة وأرسلنا عدداً كبيراً من الشكاوى والاستغاثات، ولم يتحرك أحد لإنقاذنا.. وبعد فشل محاولاتنا جمعت وشباب القرية معلومات عن جيراننا الذين يحفرون أسفل المنازل وأعددنا ملفاً بأسمائهم، وأرسلناه إلى مباحث الآثار، وبالفعل شنت المباحث حملة لضبطهم». عبدالمعبود أكد أن القرية مهددة بكارثة إنسانية، أشد خطورة من انهيارات الدويقة، خاصة بعد تشغيل مشروع مياه الصرف الصحى. وتساءل: «من سيردم شبكة الأنفاق التى حفرها الباحثون عن الآثار فى حال انفجار ماسورة مياه داخل هذه الأنفاق أو تعرض المدينة لهزة أرضية؟!» حلم الثراء الذى سيطر على «كمال» دفعه إلى الحفر تحت منزله ومنازل جيرانه أكثر من مرة، آخرها كان منذ 5 سنوات تم القبض عليه بعدها. «كمال» أكد أنه لجأ للحفر عندما أخبره أحد أهالى القرية بأن شيخاً من المغرب أرشده إلى مقبرة فرعونية أسفل منزله، وعرض عليه مساعدته فى الحفر مقابل أن يقسم معه محتوياتها. وأضاف: «الحفر استمر شهرين بعد دخول الشيخ المغربى إلى منزلى وقراءة تعاويذ، واستمر الحفر حتى وصلنا إلى عمق 20 متراً ولم نجد شيئاً سوى المياه الجوفية». علاء بدران، رئيس مركز ومدينة كرداسة، أكد أن المحافظة صرفت تعويضات مالية للمتضررين، ووفرت بدائل لهم فى إحدى صالات مركز شباب المدينة.. وقال: «إنه الحل المتاح حالياً، مع مراعاة أن أغلب الأهالى المتضررين تركوا الصالة وذهبوا للإقامة فى منازل أقاربهم»، وأضاف: «المركز ليس مسؤولاً بشكل مباشر، لأن الحفر قام به الأهالى، وأى عمليات إزالة أو تنكيس يجب أن يتكفل بها الأهالى وفقاً للقانون».