«أحقر تهمة أواجهها فى حياتى».. هكذا لخص النجم الكبير «نور الشريف»، القضية التى رفعها ضد جريدة تورطت فى «الطعن فى أعراض» ثلاثة فنانين، بالنشر ودون «دليل» حتى الآن!. نعم فالدليل المزعوم: (مصدر أمنى «مجهول» فى شرطة الآداب). تلك القضية وضعت الصحافة كلها فى قفص الاتهام، فكل أسئلة نور فى تلك القضية منطقية: ما مصلحة «رجل شرطة» فى تسريب معلومة كاذبة لتشويه نجوم مصر.. ولماذا لا يكشف «عبده مغربى»، رئيس تحرير «البلاغ الجديد»، عن مصدره دون أن يتحجج برفع الحرج عن وزارة الداخلية.. وكيف خرج عدد الجريدة من جهاز الرقابة على المطبوعات، بعد مصادرته ليومين.. ثم كيف تم توزيع العدد الجديد من صحيفة «البلاغ الجديد» فى الأسواق، رغم وجود قرار من المجلس الأعلى للصحافة بإيقاف التصريح الخاص بطبع الجريدة؟.. والأغرب من ذلك كله، تلك النبرة الحنجورية التى يطلقها «المغربى»، وكأنه «المنقذ الإلهى» لتطهير المجتمع من الشواذ، وحامى حمى «حرية الصحافة»!!. وإصرار «المغربى» على جر صحيفة «الفجر» لهاوية السقوط المهنى، والاحتماء خلفها، لأنها نشرت أخبار «التنظيم الوهمى للشواذ» دون أسماء.. إنها فعلاً مؤامرة على الصحافة.. لكن بطلها «مجهول» لا يعرف اسمه إلا «المغربى»!! الإعلام افترض أن «نور الشريف» يملك حلولاً شافية لكل تلك الألغاز، وكلما ازدادت الرؤية غموضاً، أصبح لا مفر من اللجوء لوجود مؤامرة صهيونية مدبرة على «نور». والتفسير الأخير أشبه ب«ضرب الودع»!! لكنه يضع «نور» وحده فى مأزق المسؤول عن دوران الشائعة والنميمة، وانهيار أخلاقيات الصحافة، لتعصف تلك الحلقة الجهنمية بشرفه فى النهاية!. «نور الشريف» ليس مطالبا بإبداء رأيه فى الشواذ جنسياً، ولا مضطراً للخضوع أمام حملة ابتزاز رخيصة، قد تصل للمطالبة بتوقيع الكشف الطبى عليه (!!). يا سادة: «البينة على من ادعى»، و«الضحية» لن تسلخ ألف مرة، لتسجل عدسات المصورين، وتحمر مانشيتات الصحف، وتغلى برامج «التوك شو». بصراحة، طريقة الدفاع أشبه بحلقة ذكر هستيرى، يستباح فيها الإنسان، لمصلحة «دجال محترف». نعم دجال يلعب بالبيضة والحجر، تحت شعار: «لا لحبس الصحفيين»! وهو شعار لابد أن يظل «نظيفاً» بعيداً عن خطأ مهنى لا يغتفر. وأنا أسأل السادة أعضاء النقابة: لو كانت «البلاغ الجديد» أوردت اسم رئيس لتحرير إحدى الصحف فى قضيتها المشينة، هل كانت النقابة ستتضامن مع الفاعل؟.. أسأل نقيب الصحفيين الكاتب الكبير «مكرم محمد أحمد»: كيف تضع النقابة يدها فى يد محام اشتُهر بملاحقة المبدعين والكتاب بدعاوى الحسبة «الدينية والسياسية»؟.. أسأله: هل تقبل قلب الطاولة على «الضحايا»؟. لقد عرفت «نور» جيداً خلال أزمة فيلم «ناجى العلى»، عرفت فيه فناناً محترماً مثقفاً، مهموماً بقضايا بلده، يتجنب الشبهات فى سلوكياته.. إنسان واضح قالها لى ببساطة بداية رمضان: (لن أظهر فى البرامج لأن لى مسلسلين يعرضان على شاشة التليفزيون). وتابعت تحفته الرائعة: «الرحايا»، بعبقرية أدائه السلس، ووعى الفنان بأدواته، وانتظرت لأكتب عن «الرحايا».. عن تلك الملحمة الإنسانية المعقدة بين الحاج «محمد» وآيات الأبوة - كما شرحها الخالق - تتجسد من طمع وضعف وقسوة بينه وبين أبنائه. كان لدى الكثير لأقوله ل«نور»، فلم يتبق من الكلمات إلا: «أنا حزينة». ولو كنت أملك – قانوناً - التضامن فى دعواك القضائية لفعلت، لأنك تستحق، ولأننى واحدة من جمهور تغذى على فنك من «الثلاثية» إلى «الرحايا».. فلا تحزن.