شيَّع عدد كبير من صحفيى «الأهرام» والشخصيات السياسية والعامة، أمس، من المسجد العباسى ببورسعيد، جنازة الكاتب والمفكر الكبير الدكتور محمد السيد سعيد، الذى وافته المنية مساء أمس الأول، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بمستشفى قصر العينى الفرنساوى، عقب عودته من باريس حيث تلقى علاجه هناك على نفقة الدولة الفرنسية. كان المخرج سيد سعيد، شقيق الفقيد الأكبر، على رأس المشيعين، حيث أكد أن الراحل كان فى مكانة ابنه، كما حضر الجنازة عدد كبير من أصدقاء طفولته من أبناء بورسعيد مسقط رأسه. وأبدى أغلب أصدقائه أسفهم الشديد على فقدان قيمة فكرية عظيمة، أثرت الحياة الثقافية فى مصر، مؤكدين أن أحداً لم يتوقع رحيل الدكتور سعيد بهذه السرعة، وأنهم كانوا ينتظرون سفره إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان مقرراً له استكمال علاجه فيها، إلا أن رحيله جاء فى اليوم نفسه الذى صدرت فيه تأشيرة ذهابه إلى هناك. وأوضح صديقه المقرب الكاتب الصحفى ضياء رشوان أن رحلة علاج سعيد التى استمرت عاماً كانت شاقة ومجهدة من كل النواحى، لأنه عندما قرر السفر إلى فرنسا فى المرة الأولى تحمل جميع نفقات علاجه، إلا أنها كانت باهظة للغاية فعاد إلى مصر بعد فترة بوصفة علاجية فرنسية، يمكن تطبيقها فى المستشفيات المصرية، فتم تطبيقها على نحو خاطئ، وهو ما دفعه إلى العودة مرة أخرى إلى فرنسا، وتحملت مؤسسة الأهرام نفقات علاجه هذه المرة. واستكمل رشوان: «كانت الأهرام ترسل المبالغ التى يحتاجها علاجه بطريقة غير منتظمة، وكان يضطر لتحمل بعض التكاليف، فقرر مركز الدراسات أن يطلب من وزارة الصحة إصدار قرار علاج له على نفقة الدولة، وبالفعل أصدر الدكتور حاتم الجبلى قراراً قيمته 10 آلاف يورو، لم تكن كافية للعلاج، ووعد الوزير بإصدار قرار جديد عند انتهاء المبلغ، إلا أن وزارة الصحة الفرنسية فاجأتنا بقرار تحملها جميع تكاليف العلاج الطبية التى يحتاجها، مع استمرار مساهمات الأهرام فى تكاليف المرافق والمتطلبات الأخرى غير الطبية». وأشار رشوان إلى أن مؤسسة الأهرام كانت مستعدة لتحمل نفقات علاجه حتى بعد عودته إلى مصر، وطوال فترة علاجه الذى كان مقرراً أن يتلقاه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانبه، أشار محمد عبدالسلام، مستشار رئيس مجلس إدارة الأهرام، إلى أن المؤسسة ستنعى فقيدها اليوم على صفحات الجريدة، وأنها ستقدم سيرته وإنجازاته بصفحاتها الداخلية على مدار الأيام المقبلة، كما أوضح أن العزاء فى الفقيد سيكون بمسجد عمر مكرم يوم الأربعاء المقبل. وقال عبدالسلام: «مؤسسة الأهرام تكفلت بعلاج الدكتور سعيد قبل سفره إلى باريس، وبمجرد السفر حصلت له على 10 آلاف يورو من الدولة اعتمدها الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، ورغم ذلك ظلت الأهرام حريصة على متابعة العلاج وتحمل نفقاته بعد انتهاء المبلغ، إلا أنه حدث ارتباك فى التحويلات المالية، قررت معه الحكومة الفرنسية تكفلها بعلاجه داخل المستشفى الفرنسى». وعندما أكد الأطباء حسب عبدالسلام أن مرض الدكتور سعيد أصبح خارج السيطرة عاد إلى مصر، وتوفى بمستشفى قصر العينى قبل سفره إلى الولاياتالمتحدة، حيث قيل إن بها مركزاً طبياً متخصصاً يمكن أن يمنحه أملاً فى الشفاء.
