اعتبرت مجلة «تايم» أن المملكة العربية السعودية تشهد تغييراً بطيئاً فى الوقت الحالى، يدفعها للتخلى عن الكثير من التقاليد الراسخة فى المجتمع السعودى ولو بشكل تدريجى، مشيرة إلى أن الكثير من أعضاء العائلة المالكة السعودية فى عهد الملك عبدالله أصبحوا يؤيدون هذا التغيير بشدة. وتضيف المجلة أن المملكة تعمل على زيادة فرص التعليم التى تمنحها للمرأة من خلال زيادة عدد الجامعات المخصصة لتعليم النساء، كما تشجع المرأة على الانضمام لقوة العمل، بل وتشجع على استخدام مصطلحات مثل «التمكين» وتسعى لتجنيب المرأة العنف الأسرى، وهى خطوات جديدة على المجتمع السعودى. وتضيف المجلة أن أبرز ما يوضح طبيعة ما يمر به المجتمع السعودى فى المرحلة الحالية حالة نورا الفايز التى كانت أول من يتولى منصب مساعد وزير لشؤون تعليم الفتيات، مما يعد تطوراً غير مسبوق بتولى امرأة منصباً حكومياً رفيعاً فى المملكة، إلا أنه على الرغم من ذلك فهى لا تجتمع مع بقية المسؤولين إلا من خلال «مؤتمرات الفيديو»، ولا تظهر فى التليفزيون إلا بموافقة الوزير، ولا يحق لها التصوير التليفزيونى أو الفوتوغرافى فى الصحف والتليفزيونات. وتنقل المجلة عن إحدى الطبيبات فى مجمع الملك فيصل الطبى قولها إنها اعتادت أن تسمع تعليقات من المرضى من نوعية «ما الذى أتى بهذه للعمل هنا؟» أو «لماذا تعمل هل تحتاج للمال؟»، إلا أن هذه التعليقات تراجعت بل وأصبح البعض يؤكدون أن بعض الطبيبات تمكن من علاج المرضى بكفاءة. وتشير المجلة إلى أن التغيير يصدم الكثير من السعوديين، خاصة عندما يرون قناة مثل روتانا تعمل من قلب الرياض يختلط فيها العاملون رجالاً ونساء، حتى إن مديرة شؤون العاملين سلطانة الرويلى فى «روتانا» تستخدم «خدعة» لمعرفة ما إذا كان المرشح للعمل صالحاً للالتحاق بالقناة أم لا، إذ تطلب من إحدى الموظفات أن تدخل عليها أثناء المقابلة المبدئية للمرشح لترى ما إذا كان سيفقد تركيزه أو سيحدق فيها أم لا، خاصة فى ظل ارتداء النساء أزياء غربية وبعضها غير مألوف للمجتمع السعودى مثل التنورة (الجيبة) القصيرة. وتقول الرويلى للمجلة إن من ضمن ما يصدم الناس فى القناة اضطرار الرجال للتعامل مع امرأة وطلب العمل منها، وتضيف «تايم» أن الرويلى تبقى حالة مختلفة لشعورها بحماية أكبر بسبب تبعية «روتانا» للأمير طلال بن عبدالعزيز، مشيرة إلى أن الكثير من السعوديات لا يتمتعن بحقوقهن الأساسية مثل حقهن فى قيادة السيارات والخروج وحدهن، إذ يفرض القانون السعودى على المرأة الخروج برفقة «محرم». وتشير الدكتورة مها المنيف، وهى من بين 6 سيدات عينهن الملك فى مجلس الشورى، إلى أن هناك خطوات كبيرة للتغيير فى المجتمع إلا أن غالبية السعوديين لايزالون يفكرون بالطريقة التقليدية، مما يؤكد أنه لا يمكن تغيير المجتمع كله مرة واحدة غير أن خطوات مهمة تم اتخاذها فى هذا الطريق.