ثار جدل بين الأوساط الصحية العالمية ومنتجى لحوم الخنازير فى أمريكا وأوروبا حول تغيير مسمى فيروس أنفلونزا الخنازير الذى أصاب الكثيرين فى العديد من دول العالم، حيث إن أنفلونزا الخنازير لها خصائص جينية تأتى من 3 أنواع مختلفة: الخنازير والطيور والإنسان. قال ريتشارد بيسر، نائب مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بولاية جورجيا: «ماذا نطلق عليه؟ إننا إذا أطلقنا عليه اسم أنفلونزا الخنازير، فذلك يعنى ضمنيا أن منتجات الخنازير تنقل المرض وهذا غير مفيد لمنتجى لحوم الخنازير أو آكليها» . وفى الوقت نفسه، طالب منتجو الخنازير الأمريكيون بتغيير اسم المرض لأنه يؤثر على أعمالهم ، مما دفع مسؤولى الحكومة للتأكيد على أن الخنزير الأمريكى آمن للأكل وأنه يجب على الدول الأخرى ألا تحظر الصادرات، بينما انخفضت أسعار الخنزير، وفول الصويا والذرة فى اليومين الماضيين، وحاولت وزيرة الامن الداخلى الأمريكية جانيت نابوليتانو ووزير الزراعة توم فيلساك جاهدين مرارا الإشارة إلى الأنفلونزا باسم «فيروسH1.N1»، وقال فيلساك «هذا فيروس لا يسببه تناول طعام ما، ومن غير الصحيح الاشارة اليه باسم انفلونزا الخنازير لان هذا فى الواقع ليس ما يتعلق به الأمر». ومن جانبها، اقترحت المفوضية الأوروبية تغيير اسم الفيروس إلى «الأنفلونزا الغريبة» تخوفا من أن ينفر اسم أنفلونزا الخنازير الأفراد من أكل لحوم الخنازير الأوروبية، وكان من بين المقترحات الأخرى ، تسمية المرض ب «الأنفلونزا المكسيكية» أو «أنفلونزا أمريكا الشمالية» وهو ما اعترضت عليه المكسيك، بينما أكد خبير المرض انتونى فوتشى للجنة استماع فى مجلس الشيوخ أن «أنفلونزا الخنازير» تسمية تعكس بروتوكولا لتسمية علمية، كما اعترضت أيضا المنظمة العالمية لصحة الحيوان على الاسم، وقالت إن الفيروس يشمل مكونات من الطيور والإنسان ولم يعثر بعد على خنزير مريض بالفيروس. كانت منظمة الصحة العالمية واضحة فى أن اسم أنفلونزا الخنازير لن يتغير، وأكدت أنها ملتزمة بإطلاق مصطلح «أنفلونزا الخنازير» على الفيروس. وفى الوق نفسه، قدمت المكسيك احتجاجا رسميا إلى إسرائيل بعد اقتراح نائب وزير الصحة الإسرائيلى يعقوب ليتسمان تسمية الوباء الجديد بأنفلونزا المكسيك بدلا من أنفلونزا الخنازير. واعتبر سفير المكسيك لدى إسرائيل فدريكو سلاس هذا النعت مزعجا ومقلقا جدا. ولكن مصادر أفادت بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية طمأنته قائلة ان إسرائيل لا تنوى تغيير اسم المرض، وأن ما قدمه نائب وزير الصحة لا يعدو كونه اقتراحا يهدف منه المسؤول الإسرائيلى إلى الامتناع من استخدام كلمة خنازير لكونها حيوانات «نجسة» حسب تعاليم التوراة.