«ما شفش الولاد.. السمر الشداد.. فوق كل المحن ولا شاف العمل.. سهران فى البلاد.. والعزم اتولد» عندما تسمع تلك الأغنية تذكر أبطال المجموعة «39 قتال»، بمختلف قواتها خاصة سلاح الصاعقة المميز بها، فقد نفذوا 92 عملية منذ عام 1967 وحتى حرب أكتوبر 1973 وبطول القناة من رأس محمد فى الجنوب إلى بورفؤاد فى الشمال أدخلوا الرعب فى قلب العدو. مهام هذه المجموعة تتلخص فى عبارة واحدة: «تنفيذ المهام لتدمير نقاط العدو والعودة مرة أخرى»، فهى مجموعة متحركة وليست ثابتة. كما أسندت إليها أيضاً مهام لاستطلاع المعلومات عن العدو. النقيب محيى نوح، وقت الحرب، واللواء الآن، كان أحد رجال تلك المجموعة البواسل يحكى عن قصة جلب أول أسير إسرائيلى قائلاً: كان ذلك يوم 26 أغسطس عام 1968 كان هناك بعض النقاط القوية على القناة، تتحرك بينها عربات لتأمين المنطقة، يومها شاهدنا عربتين للعدو وبعد استطلاع الموقع ومعرفة تحركات العدو وتوقيتاته، عبرت المجموعة إلى جنوب الضفة الشرقية ونفذنا كميناً للسيارتين، عملنا حفراً برميلية، ووضعنا بها ألغاماً جاءت العربتان ودخلتا إلى منطقة الكمين، وبعد اصطدام أول سيارة باللغم فتحنا النيران على العربتين وقتلنا 6 أفراد من العدو، بينما أصيب العريف «يعقوب رونيه»، فجئنا به كأول أسير بعد النكسة وسلمناه للقيادة. وبالإضافة إلى هذا الأسير «الأول» تمكنت المجموعة نفسها من تدمير أول موقع حصين للعدو بعد حرب يونيو 1967، كما يروى اللواء محيى نوح: «أول عملية إغارة على موقع حصين على القناة تمت فى 19 أبريل 1969، كانت هناك تعليمات مشددة بتدمير هذا الموقع بعد سقوط الشهيد عبدالمنعم رياض فى 9 مارس 1969، كان لابد من الانتقام وتدمير هذا الموقع، فقمنا باستطلاع الموقع و كان عبارة عن مجموعة من 4 دشم، تصل بينها خنادق يتحرك من خلالها جنود العدو، وكان عددهم 40 فرداً، و فى يوم 19 أبريل بدأت المدفعية تضرب على طول القناة ومنها هذا الموقع، وكانت هناك تعليمات مشددة بضرب المدفعية، ثم الهجوم على الموقع كان قائد المجموعة يومها الشهيد «إبراهيم الرفاعى»، دخلنا على الدشم وألقينا القنابل وقضينا على قوة الموقع، وأنزلنا العلم الإسرائيلى، وعدنا بما كان فى الموقع من أسلحة. بدأت دبابات وطائرات العدو تتحرك نحونا، بينما طلبت منا القيادة الانسحاب، وأصبت يومها فى ساقى ونقلونى من الموقع إلى مستشفى القصاصين ثم مستشفى المعادى، حيث استقبلنى رئيس المخابرات وقتها وطلب منى أن أعد نفسى لاستقبال الرئيس عبدالناصر، الذى أصر على سماع قصة تلك العملية منى، وبالفعل وجدت الرئيس عبدالناصر يدخل ومعه الرئيس السادات.
