يظل السادس من أكتوبر يوماً فارقاً فى حياة مصر وذاكرة المصريين، فهو اليوم الذى شاهدوا فيه نصراً عسكرياً حقيقياً تحققه قواتهم المسلحة لا الآلة الإعلامية.. وهو اليوم الذى شاهدوا فيه اغتيال رئيس الجمهورية، وفى الحالتين كان أنور السادات هو القاسم المشترك.. وكذلك فثمة قاسم مشترك من الاتهامات الموجهة لسياسة أنور السادات، وقد يكون من المناسب وضع أسئلة لكل من تلك الاتهامات حيث تؤكدها أو تدحضها.. وأولها أن العمل السياسى فى مرحلة ما بعد الحرب قد أجهض النتائج العسكرية للحرب. وقد بدأ العمل السياسى بعد الحرب بمباحثات الكيلو 101 ثم اتفاقية فض الاشتباك برعاية أمريكية انتهاء بمبادرة السلام، وما أفرزته من اتفاقيات «كامب ديفيد 1978 واتفاقية السلام 1979»، وعليه فإن العمل السياسى بعد الحرب قد انتهج منهج التسوية السلمية لاستعادة الأرض، ولذلك فإن السؤال هنا هل أدت النتيجة العسكرية إلى استعادة كامل الأرض بحيث تكون التسوية السلمية إجهاضا للنتائج؟ وهل تبدأ المنطقة منزوعة السلاح بسيناء من نقطة أقرب أم أبعد مما وصلت إليه القوات المسلحة فى نهاية الحرب؟ والسؤال الأهم ما برنامج العمل السياسى المقترح بديلاً لسياسة السادات، الذى كان يمكن أن يكون أكثر حفاظاً على نتائج الحرب؟ أم أن سياسة السادات فيما بعد الحرب قد استطاعت أن تستثمر سريعاً النصر العسكرى، ونقلت الصراع إلى ساحة السياسة؟ ومن ضمن الإكليشيهات أيضاً أن السادات قد أدخل أمريكا، كوسيط أوحد فى عملية السلام بتصريحه أن 99٪ من أوراق اللعبة بيد أمريكا والسؤال هنا هل كان تصريح السادات منحة أعطاها لأمريكا أم كان قراءة لواقع على الأرض؟ وقيل أن أحداث 18 و19 يناير فى أوائل 1977 هى التى دفعت السادات إلى اطلاق مبادرة السلام فى نوفمبر أواخر 1977، فهل كان مرور عملية تحريك رفع الأسعار دون اضطرابات سيؤدى إلى إرجاء هدف تحرير باقى الأرض؟ تظل كلها أسئلة فى حاجة لإجابات ليكون التقييم موضوعياً.. وأيما كانت الإجابات سيبقى يوم السادس من أكتوبر 1973 ذكرى نصر مصرية خالصة تشهد على روعة الإنجاز القائم على العلم والتدريب ووضوح الهدف. د. محمد على مخلص [email protected]