تحت شعار «صف واحد لوطن رائد»، اختتم الحزب الحاكم بالسودان مؤتمره العام فى دورته الثالثة بالخرطوم، بحضور 6 آلاف من مجمل 6 ملايين عضو من المؤتمر الوطنى، والذى دعيت إليه 39 دولة خارجية، بواقع 51 وفدا، على رأسها مصر. المؤتمر العام جاء بعد أيام قليلة من اجتماع جوبا، الذى يبدو أن الرئيس عمر البشير، هذه المرة، لم ير له جدوى، وأنه لن يشكل عائقا على الأرض، فقد جاء خطاب «البشير»، الذى جدد حرصه فى الجلسة الافتتاحية على إجراء الانتخابات فى موعدها وعلى حق تقرير مصير جنوب السودان فى موعده، خالياً من الضغائن وبدا الرئيس السودانى متوازنا متسامحا وداعياً للحوار فى فترة مفصلية من تاريخ السودان. وفى الوقت الذى اجتمعت فيه مجموعة كبيرة من المعارضة السودانية برعاية الحركة الشعبية، شريك المؤتمر الوطنى فى الحكم فى مدينة جوبا، جنوب البلاد، والذى فسره الحزب الحاكم بالسودان على أنه تكتل ضده، لاحظ المراقبون أن البشير كان هادئا عكس ما هو معروف عنه. كان من اللافت للنظر حضور بعض أحزاب المعارضة السودانية والتى شاركت فى جوبا الجلسة الافتتاحية للوطنى لتهنئته، فقد أتى «الصادق المهدى»، زعيم حزب الأمة القومى، مباشرة من جوبا إلى المؤتمر. البعض فسر مشاركة «المهدى» فى المؤتمر بأنه تردد غير مبرر، ففى الوقت الذى يتفق فيه مع المعارضة بالجنوب على مبادئ فسرت فى مجملها على أنها ضد الحزب الحاكم، يأتى إلى الوطنى ويهنئه على مؤتمره، وذهب بعض آخر إلى أنه ربما لم يجد «المهدى» أى جدوى من جوبا دون الوطنى. وفى استطلاع ل «المصرى اليوم» داخل أروقة المؤتمر، رأى المحلل السياسى الهندى عز الدين أن مشاركة المعارضة ونزعتها نحو الحوار تؤسس لمرحلة جديدة وتوقع من قادة الرأى السودانى تغييرات هيكلية فى قيادات الوطنى، بعد تصعيد قيادات شابة ودماء جديدة، مؤكداً أن الأسابيع القادمة ستكشف مفاجآت، بينما اعتبر مصطفى أبوالعزايم، رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة»، أن الحضور الكبير يكشف مكانة الوطنى، وكأنه إعلان مباشر ومبكر على اكتساحه الانتخابات المقبلة.
