رفضت قيادات جبهة الإنقاذ مطالب وزارة الخارجية الأمريكية المعارضة بخوض الانتخابات، واعتبروها انحيازا واضحا من الإدارة الأمريكية للنظام الحالي في مصر. وقال الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، إن الشعب المصري لن ينخدع بالمشاركة فيما وصفه ب«الديمقراطية المزيفة» أيا كانت الضغوط الداخلية والخارجية، مشيرا في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأربعاء، إلى أن الجبهة تقوم حاليا بوضع خطة عمل لتفعيل قرار مقاطعة الانتخابات وتقديم البدائل. وأعلنت الجمعية الوطنية للتغيير تنظيم مظاهرة أمام وزارة الخارجية، الأحد المقبل، ضد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لمصر، بعد تصريحاته التي طالب فيها المعارضة المصرية ممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني بالتراجع عن موقفها بمقاطعة انتخابات مجلس النواب المقبل. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ، إن الجبهة لن تقبل بأي ضغوط خارجية لتغيير موقفها المعلن بمقاطعة الانتخابات، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ليس من حقها مطالبة قوي المعارضة المصرية بالمشاركة في الانتخابات أو حتى المقاطعة، لأن ذلك يعد أمرا داخليا، لا يحق لأمريكا أن تبدي رأيها فيه. ونصح «عبدالمجيد» وزير الخارجية الأمريكي بالتعرف على أبعاد الوضع السياسي المتدهور في مصر، الذي دفع المعارضة للانسحاب من الانتخابات، مؤكدا أنه من غير اللائق أن تدعي أمريكا أنها بلد ديمقراطي في الوقت الذي تتدخل فيه للتلاعب بإرادة الشعب المصري، والضغط علي المعارضة لخوض الانتخابات، ما يضفي الشرعية على حكم الإخوان، ويحقق المصالح الأمريكية. من جانبه، قال عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي والقيادي بجبهة الإنقاذ، إن الدول الديمقراطية لا تعرف معنى ثانيا غير الانتخابات، لأن من يصل فى الحكم منهم، «لا يكوش على الدولة منفردا»، حسب وصفه. وأكد «شكر» أن حكم أمريكا على ما يجرى في مصر يأتي نتيجة اختلاف الأوضاع، التي نعيشها عما يتحدثون عنه، مشيرًا إلى أن مصر الآن تبني ديمقراطية حديثة، ومن الممكن استخدام المقاطعة كسلاح للضغط على النظام، لإحراجه أمام الرأي العام. واعتبر الدكتور أحمد دراج، القيادي بحزب الدستور، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تعد تدخلا في الشأن المصري، وكان أولي به بدلا من التحدث مع المعارضة، التي تدافع عن حقوق الشعب المصري، أن يوجه دعوته لأصدقائه الإخوان، بأن يتعاملوا مع الشعب المصري باحترام. وأكد «دراج» أن الشعب المصري لن يقبل أن تكون مصر تابعة للإدارة الأمريكية أو أن يحرض الشعب على أي فصيل سياسي، لأن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في طلبها، فيجب أن تطلب من الطرف الذي تدعمه أن يبحث عن طريقة للتوافق مع الشعب المصري ويعيد صياغة الدستور، وألا يعين نائبا عاما بطريقة هزلية، وأن يضع قانون انتخابات عادلا بين جميع المصريين، وألا يرسلوا القنابل المسيلة إلى إدارة الإخوان الحالية للبلاد بدلا من توجيه كلام لن تخضع له المعارضة المصرية. وقال الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إنه من غير اللائق أن تتدخل أمريكا لدفع جبهة الإنقاذ لتغيير موقفها وتخوض انتخابات وصفها بالباطلة. وأضاف «شعبان» أن قيادات الجبهة في اجتماعهم الأخير اتفقوا على مقاطعة الانتخابات مهما واجهوا من ضغوط خارجية لتغيير موقفهم.
