ارتفع معدل البطالة إلى 9.3% خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجارى، ليصل عدد المتعطلين عن العمل إلى 2.3 مليون عامل، ورفض الخبراء أن تكون الأزمة المالية العالمية هى السبب الأساسى وراء تزايد أعداد العاطلين. وأكدت نتائج بحث العمالة بالعينة، أن 157 ألف متعطل جديد انضموا لطابور البطالة منذ بداية العام الجارى، وأن المعدل بين الإناث بلغ 22.9%، مقابل 5.2% للذكور. وأشار البحث الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن نسبة المتعطلين الذين سبق لهم العمل بلغ 19.5%، من إجمالى المتعطلين، فى الوقت الذى لم تكن تزيد فيه النسبة عن 6.8 % خلال نفس الفترة من العام الماضى. وذكرت النتائج الخاصة بالبحث، أن معدل البطالة فى الحضر ارتفع الى 12.6% ليكون أعلى المعدلات على الإطلاق، فى محافظات القاهرة والاسكندرية ومدن القناة بنسبة 13.9% بينما كانت النسبة أقل فى الريف والتى بلغت 7%. وقالت الدكتورة زينات طبالة، مدير مركز التنمية البشرية بمعهد التخطيط، إن الأزمة المالية العالمية ليست السبب الرئيسى وراء ارتفاع معدل البطالة، مشيرة إلى أن اثرها المباشر على نشاط القطاع الخاص والذى يعتمد على التعامل مع الدول الخارجية. وأوضحت فى تصريح ل«المصرى اليوم» أن زيادة معدل البطالة ترجع إلى تزايد أعداد الخريجين الجدد وبالتالى الطلب على العمل مقابل نسبة زيادة أقل فى القدرة على تلبية هذا الطلب. وحول زيادة معدل تأسيس الشركات التى يتم الإعلان عنها، قالت إن زيادة عدد الشركات لا تؤدى بالضرورة إلى توفير فرص عمل تقابل تزايد الطلب فى السوق، فضلا عن انها قد تعتمد على فرص عمل محدودة وليست من المشروعات كثيفة العمالة بما يؤدى إلى تفاقم مشكلة البطالة وزيادة أعداد المتعطلين. وقالت إن وزراة القوى العاملة تعمل حاليا على نشر ثقافة العمل الحر من خلال تدريب مسؤولى العمل بمكاتب الوزارة بالمحافظات بهدف تشجيع الشباب على البحث عن فرص عمل غير تقليدية حتى بعيدا عن العمل فى القطاع الخاص من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة سواء كانت مستقلة أو تعتمد على دور الصناعات المغذية للصناعات الكبرى على أن يتم الابتعاد عن ثقافة التكرار للتجارب الناجحة. وشددت على ضرورة نشر ثقافة العمل الحر بين المسؤولين عن التشغيل فى المحافظات، خاصة أنهم أول المتعاملين مع طالبى العمل، وتعاون جميع الجهات فى العمل على تشجيع الشباب لبدء أنشطة خاصة وحل المشاكل والمعوقات التى تؤدى إلى ابتعاد الشباب عن العمل الخاص والتمسك بفكرة العمل الحكومى. وأكد البحث أن نسبة البطالة هى الأعلى بين الشباب فى الفئة العمرية بين 15 و29 سنة لتصل نسبة البطالة بينهم إلى 79.4% تليها البطالة فى الفئة العمرية بين 15 و19 سنة بنسبة 12.5% وأن 90.5% من المتعطلين من حملة الشهادات المتوسطة والجامعية وما فوقها، فيما بلغ عدد المشتغلين 22.6 مليون خلال الربع الأول من العام الجارى، ليصل عدد الذكور منهم إلى 18.3 مليون فى مقابل 4.5 مليون من الإناث.