كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية غاراتها الجوية على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ورفح، حيث أوقعت 3 مصابين فلسطينيين، أمس، خلال استهدافها الأنفاق الواقعة فى تلك المنطقة، وجاء ذلك فى وقت نقلت فيه تقارير إعلامية عن مصادر فلسطينية اعتزام السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشكيل حكومتين موسعتين، الأولى مقرها رام الله والثانية فى غزة، حال فشل الجولة المقبلة من الحوار الوطنى المرتقبة منتصف الشهر الجارى فى القاهرة، بينما اعتبرت حركة «حماس» فى بيان أن نية الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) تشكيل حكومة جديدة «خطوة استباقية لنسف وتضييع كل مكاسب جولات الحوار الفلسطينى». وبعد ساعات من تنفيذ غارتين إسرائيليتين على مناطق أنفاق تهريب حدودية بين مصر وغزة، قصفت مدفعية الاحتلال الأراضى الزراعية الواقعة شرق بلدة جباليا، بعدد كبير من القذائف، مجبرة المزارعين على مغادرة أراضيهم، وفى المقابل، ذكر متحدث عسكرى أن صاروخين فلسطينيين سقطا جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات. ومن ناحية أخرى، نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصادر فلسطينية قولها إن أبومازن يعتزم تكليف سلام فياض بتشكيل حكومة موسعة من الفصائل حال فشل جولة الحوار الوطنى المقبلة، وفى الوقت نفسه، قالت مصادر مطلعة فى «حماس» إن الحركة تعد لتوسيع حكومتها بشخصيات مستقلة وفصائل، حال أقدم الرئيس عباس على تشكيل حكومة جديدة فى الضفة. وأفادت مصادر فى السلطة أن عباس سيعرض على حركتى «حماس» والجهاد الإسلامى، المشاركة فى الحكومة الجديدة مهما كانت نتائج الحوار، وأكد الناطق باسم الرئيس الفلسطينى نبيل أبوردينة أن الرئيس «ينوى تشكيل حكومة موسعة قريبا»، مستطردا أن الرئيس «لم يبدأ بعد فى إجراءاتها»، فى حين ذكرت مصادر مقربة من فياض أنه وضع شرطين لقبول تشكيل الحكومة الجديدة، الأول أن تحظى بدعم كامل من حركة «فتح»، فى إشارة للإضرابات العمالية ضد الحكومة والتى يعتقد أن مراكز قوى فى الحركة تقف وراءها، والثانى أن يختار وزراءه من المهنيين من بين مرشحى الفصائل وليس من مراكز القوى. على الجانب الآخر، قال فوزى برهوم، المتحدث باسم «حماس»،: «إن هذه الحكومة ستكون امتداداً لحالة الفوضى القانونية والدستورية التى أسس لها عباس»، عندما شكل حكومة فياض، دون سند قانونى أو دستورى دون أن تعرض على المجلس التشريعى للمصادقة عليها، معتبرا أن ذلك انقلاب ثان على الشرعية واستجابة وانسجام تام مع الشروط والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية. وقال برهوم إن «تشكيل هذه الحكومة فى الضفة يكشف النقاب عن أن هدف أبومازن وحركة فتح من الحوار هو استعادة «فتح» لبريقها السياسى ودخولها من مدخل الحوار بعد الحرب (الإسرائيلية) المجرمة على غزة بغية ابتزاز المواقف من حركة حماس»، على حد قوله. من ناحية أخرى، وبينما دعت الأممالمتحدة إسرائيل إلى تجميد أوامر هدم منازل العرب فى القدسالشرقية، مؤكدة أن 60 ألف فلسطينى مهددون بفقدان منازلهم، وقعت مصادمات بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين ونشطاء السلام الأجانب من جهة، وقوات الأمن الإسرائيلية من جهة أخرى، خلال مظاهرات مناهضة لجدار الفصل العنصرى فى قرية أم سلمونة بالضفة الغربية. سياسيا، صرح المتحدث الرئاسى الأمريكى روبرت جيبس بأن الرئيس باراك أوباما سيجتمع مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى البيت الأبيض، يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء محادثات حول عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأضاف أن اجتماعات أخرى ستجرى فى وقت لاحق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأبومازن، دون تحديد موعد، وستكون هذه هى الاجتماعات الأولى من نوعها بين القادة الفلسطينيين والإسرائيليين والإدارة الأمريكيةالجديدة.
