غادر القاهرة أمس سكوت جريشن، مبعوث الرئيس الأمريكى للسودان، متوجهاً بعد زيارة لمصر استغرقت ثلاثة أيام فى إطار جولة شملت قطر، وأجرى جريشن مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين وجامعة الدول العربية تناولت آخر تطورات الوضع فى دارفور والتعرف على وجهتى النظر المصرية والعربية، بشأن التوصل إلى حل الأزمة بالإقليم السودانى. كان أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، استقبل جريشن مساء أمس الأول. وقال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية «إن اللقاء يأتى فى إطار التشاور والتنسيق المستمرن بين مصر والولاياتالمتحدة حول المسألة السودانية، وذلك باعتبار أن الولاياتالمتحدة تدرك حجم الاهتمام والتأثير المصرى فيما يتعلق بالوضع السودانى». وأضاف «أن جريشن أوضح خلال اللقاء أن الولاياتالمتحدة تهتم دائماً بالتنسيق مع مصر، والتعرف على الرؤى المصرية فى هذا الشأن، كما تولى اهتماماً كبيراً بتقييم مصر لكل ما يحدث من خطوات من أجل دفع العملية السياسية وتسوية الوضع فى السودان». وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن أبوالغيط استعرض مع المبعوث الأمريكى رؤية مصر فيما يتعلق بالوضع فى السودان، سواء بالنسبة للوضع بين الشمال والجنوب - الذى توليه مصر اهتماماً كبيراً - أو فيما يتعلق بالوضع فى دارفور بكل أبعاده وعناصره وتطوراته. وأوضح زكى أن الرؤية المصرية فى هذا الشأن تقوم على أساس أهمية إتاحة الفرصة لجميع الأطراف السودانية للمشاركة فى عملية سياسية جديدة وذات مصداقية، مما يمكنها من استعادة الاستقرار والسلام فى هذا الجزء المهم من السودان. وقال «إن أبوالغيط ركز خلال مباحثاته مع المبعوث الأمريكى على الوضع الخاص بين الشمال والجنوب، باعتبار أنه يواجه صعوبات كثيرة، وأن مصر تولى اهتماماً كبيراً لتذليل أى صعوبات ودفع الجانبين إلى الاستفادة من كل الآليات الموجودة لتحقيق مخارج سياسية»، مؤكداً أن هذا الأمر كان واضحاً من الطرح الذى قدمه أبوالغيط فى مباحثاته مع المبعوث الأمريكى. وأكد زكى أنه كان هناك اتفاقا على استمرار الحوار والتشاور المصرى - الأمريكى حول هذا الموضوع، معرباً عن أمله فى أن يتم فى المستقبل إجراء حوار على مستوى الخبراء بين الجانبين، حول هذه النقاط لإجراء المزيد من التنسيق بين مصر والولاياتالمتحدة لصالح الاستقرار والسلام فى السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية «اتفق الجانبان أيضاً على ضرورة العمل على تهدئة الوضع بين السودان وتشاد فى ضوء أن هذا الوضع هو عنصر توتر أساسى للاستقرار فى دارفور»، مؤكداً أن نزع فتيل هذا التوتر سيكون لمصلحة الاستقرار والسلام فى الإقليم.