حققت مصر انتصاراً جديداً على الجزائر خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، حيث تمكنت من استبعاد حسن جمام الأمين العام للاتحاد، الذي أستمر في موقعة لأكثر من 15 عاماً، وأفسدت مخططة للاستمرار في موقعة، أو فوز المرشح اللبناني غسان غصن رئيس اتحاد عمال لبنان الذي دعمته الجزائر خلال المؤتمر بكافة السبل. ونجحت القاهرة في حسم نتيجة الانتخابات لصالح رجب معتوق مرشح ليبيا، بفارق 44 صوتاً، بعد اتفاقها مع السودان على منحه أصواتهما التي تقدر ب 28 صوتا - منهم 16 صوتا لمصر، و12 للسودان-، حسمت النتيجة لصالح ليبيا، وذلك بعد أن تعادلت كفتا المتنافسين ليحصل بهذا الدعم المرشح الليبي على 105 صوتا مقابل 61 صوتا لمنافسة اللبناني في أول انتخابات تتم في المؤتمر لاختيار الأمين العام، حيث أن جميع الانتخابات السابقة كانت تتم بالتوافق، وتحسم بالتزكية. وعلى الرغم من نجاح المخطط الجزائري واللبناني لأجراء الانتخابات بالتصويت الفردي، بدلا من قيام كل رئيس اتحاد بالتصويت نيابة عن أعضاء بلاده، إلا أنهما فشلا في اختراق الاتفاق المبرم بين أعضاء الوفد المؤيدة للمرشح الليبي، خاصة بعد إعلان مصر والسودان عن دعمهما له صراحة في المؤتمر، وقامت كل من: العراق، والمغرب، وفلسطين، واليمن، والأردن، وموريتانيا، والكويت، وجيبوتي، بالتصويت له مباشرة بعد إعلان مصر تأييدها له، على الرغم من أنها كانت تؤيد مرشح لبنان في البداية. وقد تصدت مصر، والسودان ، لكل محاولات إفساد العملية الانتخابية، خاصة بعد أن فشلا في إقناع المرشح اللبناني بالتنازل عن الترشيح، وإعلان لبنان عن تشكيكها في نتيجة الانتخابات قبل أن يتم إجراءها، على الرغم من أنها كانت تلقى دعم ومساندة من: الجزائر، وسوريا، وتونس، والبحرين، وبعض أعضاء الوفود العربية الأخرى المشاركة في المؤتمر والتي لها حق التصويت. وقد لعبت الأجواء السياسة دورا كبيرا خلال فعاليات المؤتمر لاختيار الأمين العام الليبي، خاصة بعد تصاعد الدور المصري في دعم مرشح الجماهيرية في ذات التوقيت الذي كان يزور فيه الرئيس حسني مبارك ليبيا لمناقشة ترتيبات القمة العربية المقبلة، وفي ذات الوقت الذي رفضت فيه لبنان الانسحاب من الانتخابات بعد التوجيهات التي صدرت لها من سعد الحريري رئيس وزراء لبنان باستمرار خوض المعركة الانتخابية خاصة بعد أن تيقنوا من الخسارة عقب انسحاب مصر والسودان من دعمهما. وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر وجه حسين مجاور انتقادات حادة للعديد من المنظمات الدولية، وبعض العاملين التابعين لمنظمة العمل الدولية، لقيامهم بدعم بعض منظمات المجتمع المدني في مصر والعالم العربي «بهدف اختراق الدول العربية والتدخل في شئونها» علي حد قوله. وأكد مجاور أن «مصر على أتم استعداد لتحمل جميع التكاليف والنفقات التي تحتاج إليها العديد من المنظمات العمالية العربية، كما أن المؤسسات التابعة لاتحاد عمال مصر مستعدة لتقديم كافة أشكل الدعم والتأهيل والتدريب التي تحتاج إليها المنظمات العربية». وأشار إلى أن «الدول العربية تعاني حاليا من نتائج المنح والمعونات التي تحصل عليها من الخارج، بدعوى إجراء عمليات التدريب والتأهيل والتي يتم اختراق بلادنا العربية من خلالها». وطالب بضرورة أن «يكون للاتحاد الدولي للعمال العرب دوراً تجاه المنظمات التي تسعى لتفتيت الدول العربية من خلال الدورات التدريبية المدفوعة الأجر»، مؤكدا على «رفض مصر لتدخل المنظمات الدولية في شئونها، تحت دعوى المطالبة بتنفيذ اتفاقيات الحريات النقابية التي لا تتوافق مع الدستور والقوانين العمالية».
