صدر حديثاً آخر إصدارات الكاتب والروائى البيروفى الشهير «ماريو فارجاس يوسا» «سيوف ويوتوبيا» ليثير الكثير من الجدل حول الديمقراطية فى دول أمريكا اللاتينية، من خلال تعاطيه للأوضاع الراهنة هناك إلى جانب تعاطى كتاب المنطقة مع الأحداث السياسية من خلال مضمون الكتاب الذى يقوم «يوسا» من خلاله بإعادة تقديم أفكاره السياسية. ينقسم الكتاب الجديد إلى خمسة أجزاء تتناول العديد من مواقف «يوسا» السياسية، والتى قام هو نفسه بتصحيحها بعد ذلك، مشيراً إلى أنها كانت «أخطاء». فعلى سبيل المثال يعيد الكاتب نظرته للثورة الكوبية متحولاً من مناصرته لها فى بدايتها إلى النقيض من ذلك بعد أن شاهد ما سماه «عبث هافانا» كنموذج للاشتراكية العالمية. فى الوقت نفسه لم يرغب صاحب «المدينة والكلاب»، و«الفتاة خوليا»، و«حفلة التيس» أن يبدو متشائماً، وقال: «لا أرغب فى أن أكون متشائما»، لافتاً إلى التطور «البراجماتى» الذى تشهده دول مثل البرازيل وأوروجواى، كما شدد الأديب اللاتينى الشهير على ضرورة الاهتمام بالفنون والأدب فى إطار السياسة والمؤسسية. كما يأتى الفصل الأخيرة من الكتاب متعلقاً بالقضايا الأدبية، حيث يحتوى على عدد من الخطابات الأدبية التى خطها الأديب لمجموعة من أصدقائه، ومنهم الأديب الكولومبى الشهير «جابريل جارثيا ماركيز» قبل أن تنفض صداقتهم عام 1967. وزاد من الجدل حول الكتاب ما صرح به «يوسا» خلال حفل توقيع الكتاب فى العاصمة الإسبانية مدريد عندما دعا كتاب أمريكا اللاتينية، إلى ضرورة الانخراط فى الجدل السياسى فى أمريكا اللاتينية، معلقاً على الأوضاع هناك بأنها تتراجع إلى الأسوأ بسبب ما سماه «الافتقار الى الديمقراطية»، مستثنياً دولة شيلى من كل جميع دول أمريكا اللاتينية التى قال إنها تشهد ما وصفه ب«تراجع الديمقراطية»، مقارناً الأوضاع هناك بنظيرتها فى إسبانيا التى تتمتع ب«ديمقراطية صلبة»، وهو ما تفتقر إليه دول أمريكا اللاتينية لاختفاء دور «المؤسسات».
