انتقدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، مدير وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، دعوة التيارات الإسلامية لتظاهرات ضد العنف، قائلة: «هم أول من أدخل العنف فى السياسة»، مشيرةً إلى إنه إذا لم يتحرك الرئيس بشكل مباشر وحاسم لتحقيق المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فسيحدث انفجار غير محسوب العواقب. ■ ما رؤيتك لمظاهرة التيار الإسلامى لنبذ العنف؟ - أنا شخصياً متعجبة من الدعوة لنبذ العنف من جانب الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامى والإخوان المسلمين، وهى التيارات نفسها التى أدخلت العنف فى السياسة، منذ الأربعينيات والخمسينيات، وأول من استخدم العنف مؤخرا كان جماعة الإخوان المسلمين ضد المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية، وبالتالى لابد أن يوجهوا تلك الدعوة لأنفسهم وليس للآخرين. ■ ما تقييمك لشباب الثورة الآن؟ - شباب الثورة لديهم قدر كبير من الاستقلالية فى الحركة عن أى قيادة موجودة، والشباب لديه حالة من الغضب والاستياء تصل إلى حد الاحتقان الداخلى بسبب استشهاد عدد كبير من أصدقائهم وزملائهم، وهم يرون أن هناك «ثأراً» بين الشباب والرئاسة، وللأسف الرئاسة لم تطلق أى مبادرة، ولم تتخذ أى خطوات لاحتواء الشباب وتهدئتهم، بل على العكس، جاءت تصرفات الأجهزة الأمنية لتصعد من الموقف أكثر وأكثر. ■ هل حقق حكم الرئيس مرسى والإخوان طموحات الشباب؟ - لم يتحقق شىء على الإطلاق، فلم يرَ الشباب تقدماً ملموساً، سواءٌ كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، وهنا تكمن الأزمة. ■ ما تأثير شيوخ الفضائيات على الشباب؟ - هناك شريحتان من الشباب: الأولى هى شريحة شباب الثورة، وهم يرون تصريحات شيوخ الفضائيات مستفزة، لأن كل أحاديثهم تستفزهم أكثر ولا تهدئهم، أما الشريحة الثانية، فهى شباب التيار الإسلامى وتأثيرهم كبير، لكنه تأثير سلبى لأنه يعظم الفجوة بينهم وبين شباب الثورة، ويدفعهم إلى ارتكاب أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين، إلى جانب موقفهم من الفتيات المتظاهرات وهو موقف «مشين»، ولابد أن يخجلوا من أنفسهم منه، خاصة بعد التصريحات التى تحملهن المسؤولية عن الاغتصاب والتحرش، وأنا شخصياً أتواجد فى ميدان التحرير من آن لآخر. ■ كيف ترين المستقبل فى ظل الانقسام الحالى؟ - ما لم يتحرك الرئيس شخصياً وبشكل مباشر وعاجل وحاسم، ويستجيب لمطالب الشباب، وتحقيق مطالبهم الاجتماعية والسياسية، فسوف يحدث انفجار غير محسوب العواقب سيصيب الجميع، سواء من فى الحكم أو المعارضة، لكن الخاسر الأكبر سيكون من فى الحكم. ■ هل تتوقعىن صداماً وشيكاً بين شباب التيارات الإسلامية وشباب الثورة؟ - الصدام حدث بالفعل، لكن أعتقد أن تكراره وارد جداً، لأن شحن التيارات الإسلامية كبير، وقد يحدث التصادم فى أى لحظة. ■ ماذا عن ظاهرة البلاك بلوك الشبابية؟ - قبل أن نتحدث عن ظاهرة البلاك بلوك لابد أن نوضح أن أول من أدخل هذه الظاهرة لمصر هم جماعة الإخوان المسلمين، فى التظاهرة الشهيرة فى جامعة الأزهر، وهم من أبدعوها، وبالتالى ربما قد تكون بعض عناصرها تابعة لهم، لكن فى النهاية هى خارج السيطرة، إذاً كل ما يحدث من التجاوزات والفوضى هو نتيجة الممارسات الأولى للرئيس والإخوان. ■ ماذا عن جبهة « الضمير الوطنى»؟ - هذه الجبهة تتكون من مجموعة من الأشخاص كانوا من أشد المؤيدين للإخوان والنظام الحالى، لكنهم لم يحققوا طموحهم السياسى، فأرادوا أن يجعلوا لأنفسهم دوراً جديدا يتكسبون منه. ■ ما تقييمك لجبهة الإنقاذ الوطنى؟ - جبهة الإنقاذ بدأت قوية وشباب الجبهة لم يتغير كثيرا حتى الآن، من حيث حماسه ورغبته فى التغيير، لكن للأسف القيادات بدأت قوية متماسكة، لكن أداءها فى الفترة الأخيرة لم يكن على مستوى طموحات الجبهة وشبابها. ■ ما تقييمك للحوار الوطنى الذى يقوم به الرئيس؟ - هذا ليس حواراً وطنىاً، ولكنه حوار مع الذات، وكأن شخصاً يتحدث إلى نفسه، لأن كل المشاركين أطراف ليست مختلفة فكرياً ولا سياسياً ولا أيديولوجياً مع الإخوان المسلمين، وحتى من شاركوا من التيار المدنى ليس لهم شعبية، وهم مجرد رموز ضعيفة جداً نجح الإخوان فى استقطابهم.
