مثلما أخذت الدراما من السينما النجوم والمخرجين وطريقة التصوير أخذت أيضا تكنيك العمل المتبع مؤخرا، وهو الاعتماد على نجم واحد، فالأسس التى أرساها محمد هنيدى وأحمد حلمى وأحمد السقا وهانى رمزى فى أفلامهم انسحبت إلى الدراما، وأصبح نجم العمل الدرامى هو سيد الموقف.. منه تبدأ الأحداث وإليه تنتهى فهو المحرك الأساسى لكل الموضوعات التى يطرحها المسلسل، وكل المفاجآت تنطلق من عنده، وكل المحيطين به ما هم إلا مساعدون له، وقد تحقق ذلك فى معظم مسلسلات هذا العام ومنها «تاجر السعادة» و«أفراح إبليس» و«الرحايا» و«علشان ماليش غيرك» و«ابن الأرندلى» و«خاص جدا» و«الباطنية» و«متخافوش» و«حدف بحر» و«هانم بنت باشا» و«ليالى» و«العمدة هانم» و«البوابة الثانية» وغيرها، ولا ينطبق ذلك على عدد قليل من المسلسلات منها «حرب الجواسيس» لأن بطلته منة شلبى لم تظهر فى 6 حلقات كاملة، والأحداث تدور حولها دون أن تكون مشاركة فيها. عاطف البكرى، مؤلف مسلسل «علشان ماليش غيرك»، قال: السبب فى ذلك الممثلون، لأنهم «فاهمين البطولة خطأ»، ونحن ككتاب مطالبون بأن نكتب نصاً يراعى وجودهم فى معظم المشاهد وإلا سيرفض النجم السيناريو، وبالتالى فنحن مضطرون لتلبية طلباتهم وإلا سنجلس فى بيوتنا، «واحنا عايزين ناكل عيش». أضاف البكرى: «أنا اشتغلت زى ما الدنيا عايزة.. وكتبت المسلسل خصيصاً لإلهام شاهين ووضعتها على قمته، فالشخصية التى تجسدها تتحكم فى مصير أهالى بلدتها بعد وفاة زوجها، وأنا أعترف بأن اللى بيحصل فى الدراما المصرية ده عيب قوى، فنحن المؤلفين أصبحنا مثل الترزية بنفصل ملابس على مقاسات البطل وكأننا فى مولد.. البطل بيغنى موال والممثلين الباقيين يرددوا كلامه». وليد يوسف، مؤلف «ابن الأرندلى»، نفى فكرة أن النجوم الذين تعامل معهم طلبوا منه تفصيل الدور حسب أهوائهم الشخصية، فالموضوع يتوقف على مدى ثقافة النجم، كما اعترض على إدراج مسلسل «ابن الأرندلى» ضمن تصنيف «دراما النجم» مؤكدا أن شكل المسلسل سيتغير فى الحلقات المقبلة، وسيظهر أكثر من خط جديد بعيدا عن يحيى الفخرانى، وقال: لا يمكن الحكم على المسلسل إلا فى حلقاته الأخيرة لأننى سأظهر أشخاصاً كثيرين، وأنا ضد فكرة البطل الأوحد وأفضل الدراما العرضية، وهناك بعض النجوم يطلبون ظهورهم فى كل المشاهد وهؤلاء أغبياء وللأسف بعض الكتاب يضطرون إلى تنفيذ مطالبهم بعد أن أصبحت الكتابة مصدرهم الوحيد لأكل العيش. عبدالرحيم كمال، مؤلف «الرحايا»، قال إنه من الطبيعى أن يظهر نور الشريف فى معظم مشاهد المسلسل لأن أحداثه تدور حول شخصية «أبودياب» وعلاقته بأولاده أى أنه محور الأحداث، وقال: هذا ليس عيبا فقد علمنا أساتذتنا الكبار فى الكتابة أنه لابد من وجود شخصية رئيسية تلف حولها باقى الشخصيات، كما أنه لمصلحة العمل وجود نور الشريف فى معظم المشاهد لأن الجمهور يحبه وبالتالى عايز يشوفه فى كل مشهد، وأنا بالفعل كتبت «الرحايا» خصيصا لنور الشريف. أيمن سلامة، مؤلف «ليالى»، قال: رغم أن «ليالى» هى الشخصية الأساسية فى مسلسلى فإن هناك خطا ثانيا فى العمل هو خط «حسام» وأسرته، وهذان الخطان يلتقيان فى الحلقات النهائية، فالمسلسل مكتوب بطريقة الحبكة المزدوجة التى كتب بها شكسبير مسرحيته «الملك لير»، وقال: ليس حقيقياً أن زينة مسيطرة على جميع مشاهد العمل، فهى أكثرهم ظهورا لكنها ليست مسيطرة. مصطفى محرم، مؤلف «الباطنية»، أكد أن مسلسله بعيد تماما عن المسلسلات التى يسيطر عليها النجم، وقال: لا يمكن مقارنته مثلا ب«تاجر السعادة» أو «ابن الأرندلى» أو غيرهما ولا يمكن إطلاق اسم «دراما النجم» عليه، وقال: لم أكتب «الباطنية» خصيصا لصلاح السعدنى فبعد الانتهاء من كتابته كاملاً تم ترشيح الأبطال، والسعدنى غير مسيطر على كل الأحداث، فالبطولة جماعية بين السعدنى وأحمد فلوكس ولوسى وغادة عبدالرازق، فأدوار هؤلاء متساوية وأتحدى من يصاب بحالة ملل من «الباطنية»، وسيطرة النجم الواحد يمكن قبولها فى السينما لأن مدة الفيلم قصيرة عكس التليفزيون الذى يحتاج إلى شخصيات ثانوية، وحتى الآن لا يوجد عندنا نجم يتمتع بجماهيرية خارقة تجعل الجمهور لا يمل من مشاهدته فى معظم المشاهد. «هى الأزمة الحقيقية للدراما المصرية».. هكذا عبر أسامة أنور عكاشة، مؤلف «المصراوية»، عن رأيه فى «دراما النجم» وقال: أنا وغيرى من كبار مؤلفى الدراما متربيين صح ومستحيل نكتب تلك النوعية التى طغت على الدراما بسبب الإعلانات، فهى ليست فى حاجة إلى موضوع جيد بل نجم يشاهده الجمهور فى كل المشاهد، وهكذا تغير شكل الدراما المصرية وأصبح المنتج يتعاقد مع النجم أولا ثم يكتب له المؤلف حسب أهوائه، وللأسف أصبحت مسلسلات النجوم مهزلة تتكرر كل عام، ومن العيب أن نصبح كتاباً ومخرجين ونجوماً تحت رحمة الإعلان.