واصل وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان جولته فى عدد من دول حوض النيل، وهى الجولة التى وصفها مراقبون بأنها ترمى إلى مواجهة تنامى النفوذ الإيرانى فى المنطقة. يأتى هذا فى الوقت الذى انتقد فيه قيادى بارز فى الحزب الوطنى الديمقراطى اهمال مصر علاقاتها مع دول حوض النيل، مما نتج عنه تحول استراتيجيتها للحفاظ على حصتها من مياه النيل إلى أمن قومى. ويدل اختيار الدول التى سيزورها الوزير الإسرائيلى، فى خطوة غير مسبوقة، على رغبة إسرائيل فى الاعتماد على حلفاء، سيعود تعزيز علاقاتها معهم بالفائدة عليها. وعلق دبلوماسى غربى معتمد فى نيروبى على الموضوع بالقول إن «زيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إلى نيروبى فى فبراير الماضى أزعجت الإسرائيليين كثيرا». وذكر المصدر أن إسرائيل حريصة دائما «على تشكيل حلف مضاد وراء حدود العالم العربى المحيط بها»، مع كينيا وأوغندا على غرار إثيوبيا والهند وتركيا والولايات المتحدة وآسيا الوسطى، التى زارها ليبرمان أخيرا. وافادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه «سيتم التطرق إلى المسألة الإيرانية خلال هذه الزيارة فى ضوء الجهود التى تبذلها إيران لتثبيت أقدامها فى المنطقة والعمل فيها». وفى نيروبى، وقع ليبرمان على اتفاقية شراكة لإدارة المياه. وأكد الوزير الإسرائيلى أن بلاده «ستواصل دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى كينيا، خصوصا عبر تدريب عاملين متخصصين فى مجال الماء والزراعة والأمن». وعلق سفير إسرائيل فى نيروبى جاكوب كيدار قائلا إنه «منذ استقلال كينيا سنة 1963، شاركت إسرائيل فى تعاون وثيق جدا فى مجالات الزراعة والطب والأمن». ومعروف أن ضباطا إسرائيليين ساهموا فى تدريب القوات الخاصة فى كينيا وأوغندا. من جانبه انتقد الدكتور سمير رضوان، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطنى، مستشار هيئة الاستثمار، «إهمال مصر علاقاتها مع دول حوض النيل، مما نتج عنه تحول استراتيجياتها للحفاظ على حصتها من مياه النيل إلى أمن قومى». وقال رضوان فى تصريح خاص ل «المصرى اليوم» إن «مصر أهملت أفريقيا والتى تمثل خطرا دائما على حصتها من المياه القادمة من الجنوب». وأضاف أن «تركيز إسرائيل على مياه النيل بدأ يؤتى ثماره، خاصة بعد عمليات الترويج لفكرة حصول مصر على حصة أكبر من نصيبها المحدد».