وجه وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، أمس، انتقادا شديدا للغارة الجوية التى قامت القوات الألمانية بشنها على شاحنتى وقود تعرضتا للخطف على يد مسلحى طالبان، ووصفها ب«الخطأ الفادح». وقال كوشنير عن المهمة الدولية فى أفغانستان خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى ستوكهولم أمس: «علينا أن نتعاون معهم بدلا من أن نقصفهم.. هذا خطأ كبير وعليهم التحقيق فى الأمر بدقة». وردا على سؤال عن الجهة المسؤولة عن خطأ الهجوم الذى وقع أمس الأول، قال كوشنير: «لا أعلم، فأنا لست قاضيا». وقُتل عشرات الأشخاص بينهم العديد من المدنيين فى الغارة الجوية التى استهدفت شاحنتى الوقود فى إقليم قندز شمال أفغانستان. وكانت القوات الألمانية فى أفغانستان قد طلبت دعما جويا بعدما قامت عناصر طالبان باختطاف الشاحنتين وتوجهوا بهما إلى منطقة شار داراه. ووفقا لبيانات الجيش الألمانى، قُتل أكثر من 50 مسلحا فى الغارة. وفى الوقت نفسه، عبر البيت الأبيض «عن قلقه الشديد» إزاء احتمال مقتل مدنيين فى القصف، معلنا فى الوقت نفسه أنه ينتظر نتائج التحقيق. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيبس لصحفيين: «بالطبع، لقد عبّرنا فى السابق ونواصل التعبير عن قلقنا الشديد فى كل مرة تسجل فيها خسائر بشرية فى نزاع مثل هذا لاسيما خسائر مدنية فى الأرواح». وقدم جيبس تعازى بلاده إلى عائلات الضحايا المدنيين. وأضاف أنه سيتم التحقيق فى القضية، مشيرا إلى أن السفير الامريكى فى كابول الجنرال المتقاعد كارل ايكنبيرى شارك بصورة فاعلة فى تحقيقات مماثلة فى السابق. وكان الجيش الألمانى الذى يقود العمليات العسكرية للحلف فى ولاية قندز قد أكد أن القصف الذى طال شاحنتى صهريج سرقتا من قبل متمردى طالبان لم يؤد إلا إلى مقتل متمردين. ثم أعلن متحدث باسم الجيش فى برلين أن الجيش غير واثق من ذلك «100%»، مما دفع الأممالمتحدة وحلف شمال الاطلنطى «ناتو» والحكومة الافغانية إلى الإعلان عن فتح تحقيقات. وفى غضون ذلك، دافع وزير الدفاع الألمانى فرانس جوزيف يونج عن الغارة الجوية التى قادتها قوات الجيش الألمانى على شاحنتى النفط المختطفتين من قبل عناصر طالبان. وقال يونج إن «الوضع السائد فى منطقة قندز بالذات حرج.. إن طالبان تمثل خصما وحشيا وللأسف ذكيا أيضا».