طالبت الجمعية الشرعية الرئيسية للكتاب والسنة المواطنين بعدم الاعتكاف خلال شهر رمضان مؤكدة أنه لامبرر لإحياء سنة الاعتكاف هذا العام، بسبب ظهور مرضى أنفلونزا «الطيور» و«الخنازير» وانتشار هذه الأمراض الفيروسية من خلال التزاحم والتواجد بشكل مكثف فى مكان ضيق. وأصدرت الجمعية بياناً رسمياً أمس الأول، جاء فيه: «إن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضاً إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً» وبناء على هذا الإجماع حكم الشافعية والمالكية بأن الاعتكاف سُنة مؤكدة فى العشرة الأواخر من رمضان وغيره، ومن القواعد العامة فى التشريع الإسلامى أن الواجبات مقدمة على السنن والمندوبات، ومن الواجبات الحفاظ على صحة الإنسان واتخاذ الأسباب البشرية للوقاية من الأمراض مع الاعتقاد بأن الأسباب لا تؤثر إلا بإرادة الله عز وجل». وقال الدكتور محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية، إن صيانة المسلم والحفاظ على حياته مقدمان على سنة الاعتكاف، مشيراً إلى أن هيئة علماء الجمعية الشرعية تميل إلى الأخذ برأى جمهور العلماء فى انعقاد الاعتكاف بالنية والمكث فى المسجد ولو للحظة ومن أراد الأخذ بالرأى الآخر فسيتحمل مسؤوليته عن نفسه وعن غيره فى ظل الخطر الماثل فى المجتمع. ودعا المختار لضرورة استغلال أيام وليالى رمضان المباركة فى ذكر الله وقراءة القرآن وتدبر معانيه وتخلية القلب من شواغل الحياة ليستقبل بركات رمضان. من ناحيته، أشاد الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية، بقرار الجمعية الشرعية، مؤكداً أنه يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية من ضرورة الحفاظ على حياة الإنسان باعتبارها من المقاصد الشرعية الخمسة، التى دعا الإسلام للحفاظ عليها. وقال عبدالجليل ل«المصرى اليوم»: الاعتكاف سنة بينما الحفاظ على صحة الإنسان فريضة، ولذلك فإننى أدعو أى مريض خاصة إذا كان مصاباً بمرض معد ألا يذهب للصلاة فى المسجد ويؤديها فى بيته بما فى ذلك «صلاة الجمعة»، للحفاظ على حياته وسلامة الآخرين، ومن حكمة المولى عز وجل أن «صلاة الجمعة» لا تجب إلا على الصحيح. وحول تخصيص وزارة الأوقاف ثلاثة آلاف مسجد للاعتكاف فى الثلث الأخير من رمضان، قال عبدالجليل: إننا اخترنا المساجد ذات المساحات الكبيرة فقط على مستوى الجمهورية، لضمان التهوية الجيدة إضافة إلى أنه لن يعتكف داخلها إلا عدد محدود من المواطنين.