توفى الكاتب الصحفى الكبير محمود عوض، إثر تعرضه لأزمة صحية أودت بحياته فى منزله يوم الجمعة الماضى، إلا أنه تم اكتشاف الوفاة مساء أمس الأول. كان الراحل أصيب قبل الوفاة ببعض الكدمات إثر انزلاقه على الأرض، وكان لديه موعد مع الدكتور طارق الغزالى حرب يوم السبت، لإجراء أشعة وبعض الفحوصات الطبية بعد تعرضه لعدد من الكدمات، إلا أنه لم يذهب للموعد المحدد. وقال الكاتب الصحفى حمدى الحسينى الذى رافق عوض مؤخراً : «اتصل أحد الأصدقاء بالدكتور الغزالى للتأكد من عمل الأشعة إلا أنه أخبره بعدم ذهاب الراحل فى الموعد المحدد، وهو ما أثار قلقنا، فاتصلنا بصديق مشترك، وذهبنا إلى منزل الراحل مساء أمس الأول وتحديداً فى الساعة الواحدة صباحاً، فوجدنا جرائد يوم الجمعة أمام شقته كما هى، ولم تسحب من أمام الباب». وأضاف الحسينى: «اتصلنا بقسم شرطة الجيزة وعندما فتحنا باب الشقة وجدنا الكاتب الكبير متوفى وملقى على الأرض فى اتجاه مكتبه وكأنه كان ذاهباً إليه»، مشيراً إلى أن رجال الشرطة اتصلوا بالنيابة التى أجرت تحقيقاتها على الفور. وأجرت «المصرى اليوم» اتصالاً ظهر أمس بشقيق الراحل طه عوض، الذى أعلن انزعاجه الشديد بعد رفض قسم شرطة الجيزة التصريح بدفن جثمان الفقيد بدعوى وجود شبهة جنائية بعد استدعاء النيابة العامة. وقال طه: «منذ الخامسة فجراً وأنا أنتظر التصريح بدفن جثمان أخى، وللأسف الشديد يبدو أن تاريخه ومواقفه لم يشفعا له لكى تتم تلك الإجراءات بسرعة، خاصة أننا سنقوم بدفنه فى مدافن العائلة فى مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية». وأضاف: «كنا نتمنى أن نصلى عليه صلاة الظهر بمسجد عمر مكرم، إلا أن الإجراءات عطلتنا عن ذلك» وتمت صلاة الجنازة بعد العصر، مشيراً إلى أن العزاء سيتم بعد غد بمسجد الحامدية الشاذلية بعد صلاة العشاء. من جانبه، اعتبر مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، الكاتب محمود عوض أنه أحد أكثر الكتاب السياسيين فى مصر إبداعاً وموهبة ومعرفة بقضايا الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الراحل كان «صاحب قلم رشيق وصاحب موقف». وقال مكرم ل«المصرى اليوم»: «لاقى الراحل مصاعب أثناء عمله فى أخبار اليوم، إلا أنه استطاع أن يتجاوزها حتى أصبح كاتباً منتظماً فى جريدة العالم اليوم»، لافتاً إلى أنه كان وثيق الصلة بعالم الفن والغناء، وكان صديقاً شخصياً للفنان عبدالحليم حافظ. وأشار مكرم إلى أنه ارتبط بعلاقة وثيقة مع الفقيد الراحل، موضحاً أنه كان مؤخراً يكثر من العزلة رغم قدرته على استيعاب المشاكل. وقال: «كان لا يشكو على وجه الإطلاق وقدرته على الكتابة كانت تساعده على تخطى كل عقبة تواجهه». وأوضح نقيب الصحفيين أن وفاة عوض تمثل «خسارة كبيرة» للصحافة، مشيراً إلى أنه لو قدر له البقاء لكان أثرى الحياة الصحفية والسياسية بكثير من إبداعاته وعطائه الذى لا ينتهى. وأكد الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»، التى كان يكتب فيها الفقيد الراحل عموداً أسبوعياً، أنه كان دائم الاتصال بعوض الملقب ب«عندليب الصحافة»، معتبراً وفاته خسارة للصحافة المصرية. ووصف رفعت رشاد، رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة»، وفاة الكاتب الصحفى محمود عوض بأنها «خسارة كبيرة للوسط الصحفى»، مشيراً إلى أن نبأ وفاته مثل له صدمة، باعتبار الراحل من أفضل الكتاب المصريين، وقال رشاد: «الراحل كان صحفياً كبيراً ولم يأخذ حظه من المناصب والمواقع القيادية»، مشيراً إلى أن ذلك لم يؤثر على شخصيته وصورته بين أحبائه وأبناء جيله. وأضاف: «كنت معجباً فى بداية حياتى الصحفية بثقافاته العميقة وأسلوبه المبدع»، لافتاً إلى أنه كان يتمتع بروح الشباب ودائم التفاؤل. وأثنى «رشاد» على «عوض»، الذى أثرى الحياة الصحفية بالعديد من المؤلفات، فضلاً عن جهوده كنقابى ناجح أسس جوائز نقابة الصحفيين ولم ينزلق قلمه يوماً عن الحق.