على مدى المواسم الثلاثة الماضية ترسخت مكانة أندية إشبيلية وأتلتيكو مدريد وفياريال وفالنسيا كأكثر الفرق القادرة على تهديد عرش ريال مدريد وبرشلونة فى الدورى الإسبانى، بعد أن هيمن الأخيران على لقبه على مدى خمسة مواسم. ورغم أن النادى الكاتالونى أنهى الموسم الماضى بأداء يبث الرعب فى قلوب منافسيه، وأن غريمه الملكى عزز الصفوف بلاعبين من ذوى الأسماء العملاقة، فإن المطاردين الأربعة لا يزالون يحتفظون بالأمل فى اقتحام المقدمة، خاصة أنهم أنهوا الموسم الماضى فى المراكز من الثالث إلى السادس بحسب الترتيب الذى ظهروا عليه فى الفقرة الأولى. وكان من الواضح أن هذه الفرق باتت تصنع طبقة تخلف مباشرة الكبيرين منذ موسم 2006-2007، رغم أن أتلتيكو مدريد ترنح فى نهايته واحتل المركز السابع تاركا السادس لريال ساراجوزا الذى لم يثبت أحقيته بهذا الإنجاز فهبط بصورة غريبة فى الموسم التالى مباشرة إلى الدرجة الثانية قبل أن يعود مجددا مع الموسم الذى ينطلق خلال أيام. واحتفظ إشبيلية بقصب السبق فى ذلك الموسم بعد أن حقق لقب بطولة كأس الملك إلى جانب احتلاله المركز الثالث فى الدورى. الفريق يقوده مدير فنى شاب هو مانولو خيمينز (45 عاما) الذى تسلم قيادة إشبيلية منتصف الموسم قبل الماضى بعد واقعة «هروب» خواندى راموس لتدريب توتنهام الإنجليزى، وحاولت الجماهير مساندة المدرب الجديد قدر الإمكان نكاية فى سلفه «الخائن»، وأثبت المدرب جدارة بعد أن حافظ على استقرار مجموعة اللاعبين، والآن حان الوقت لعودة الفريق إلى تحقيق البطولات التى غابت منذ رحيل راموس «صائد الكؤوس». فنياً، مر أتلتيكو مدريد بموقف مشابه بما حدث مع إشبيلية، الخلاف الوحيد أن تجربة فريق العاصمة كانت فى الموسم المنتهى، وأن المدير الفنى المكسيكى خافيير أجيرى لم يخن هذه المرة بل أجبر على الرحيل، ليمنح النادى الفرصة لحارس مرماه المعتزل فى عقدى الثمانينيات والتسعينيات أبيل ريسينو. أكثر ما يجول بفكر لاعبى فياريال فى الوقت الحالى هو إثبات أن الإنجازات المبهرة التى صنعها النادى خلال المواسم الأخيرة لا تنسب جميعاً ل«المهندس» التشيلى مانويل بلليجرينى الذى انتقل إلى تدريب ريال مدريد، الذى حول الغواصة الصفراء من مجرد فريق مجهول إلى عملاق يتأهل إلى قبل نهائى دورى الأبطال ويحتل وصافة الدورى الإسبانى. لكن الأمر الوحيد الذى يثير الاطمئنان فى قلوب الجماهير هو أن زمام الأمور انتقل إلى إرنستو بالبيردى صاحب التجربة الناجحة مع إسبانيول من قبل، والذى عاد للحفاظ على هوية الفريق رغم موسمه الرائع مع أوليمبياكوس العام الماضى والذى توج فيه الفريق بالثنائية المحلية. لا يزال فالنسيا يحاول رفع الرأس ومع فشل الفريق مجددا فى احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، ابتعد عن دورى الأبطال ليلعب إلى جوار فياريال فى البطولة الجديدة «دورى أوروبا» التى حلت محل كأس الاتحاد الأوروبى (ويفا). ورغم أن بصمات أوناى إيمرى لم تبد واضحة على أداء الفريق فى الموسم الماضى، فإن الإدارة اتخذت خيار الاستقرار وهو ما حاولت تطبيقه مع اللاعبين فتمسكت بالنجم الهداف ديفيد فيا، صاحب أهم صفقة لم تتم هذا الموسم بعد مطاردة من الريال والبارسا ومانشستر يونايتد وتشيلسى، والجناح الشاب ديفيد سيلفا، بعد أن فرط النادى فى المدافع راؤول ألبيول الذى رحل إلى النادى الملكى.