أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة بتشكيل لجنة ثلاثية من المركز القومى لبحوث الإسكان لاتخاذ قرار بشأن استكمال الحفر لاستخراج جثة عامل من داخل منزل بكرداسة، وطلبت النيابة من اللجنة تحديد كيفية الحفر والاستخراج دون حدوث خسائر جديدة فى الأرواح، ومن المقرر أن تبدأ عمليات البحث عن جثة الضحية صباح اليوم، تبين أنها تستقر تحت عمق 14 متراً. كانت النيابة قد أصدرت قراراً بوقف استمرار عمليات البحث عن الجثة خوفاً من انهيار المنزل، جرت التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وباشر التحقيق أسامة سيف ومحمد عبدالمجيد، وكلاء أول النيابة. وجدد قاضى المعارضات حبس المتهمين ال«6» المتسببن فى الحفر لمدة 15 يوماً على ذمة التقحيقات، واعترف اثنان من المتهمين بتفاصيل الجريمة كاملة وأنكر الأربعة الآخرون اشتراكهم فى الحادث، وتكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط «الدجال» الذى أخبر المتهمين بوجود تمثال أثرى أسفل منزلهم، وضبط عامل اتهمته التحريات بأنه ممول عملية البحث عن الكنز. كان العقيد أحمد الجبالى نائب مأمور قسم كرداسة تلقى بلاغاً من «شحاتة محمد» يفيد بمقتل نجله وعامل آخر أثناء الحفر للعثور على آثار فى منطقة كرادسة، تم تشكيل فريق بحث من رجال المباحث قاده المقدم أسامة عبدالفتاح رئيس المباحث والرائدان عمرو عبدالجليل ومدحت زكريا وتبين أن العاملين بدأوا الحفر قبل 10 أيام مقابل 25 جنيهاً يومياً وأنهما حفر بعمق 14 متراً، كان يتولى الدجال الإشراف على الحفر ومعه 6 من أصحاب المنزل وأصدقائهم، وأثناء الحفر انهار عليهم التراب، وكشفت التحريات أن المتهمين الستة ردموا على الضحيتين بعد انهيار الرمال والأتربة عليهما، وأنهم أحضروا كمية من الأسمنت والزلط وعملوا «قاعدة خرسانية» أعلى الردم لإخفاء معالم الجريمة، وأحضروا أثاث الغرفة ووضعوه فوق الخرسانة، وقد ألقت أجهزة الأمن فى كرداسة القبض على المتهمين واعترفوا بتفاصيل الجريمة كاملة، وأحيلوا إلى النيابة التى تولت التحقيق وتم استخراج جثة نجل المبلغ ويدعى حسن «26سنة». انتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الحادث وشاهدت أسرة الضحيتين وأقاربهم من النساء يرتدين الملابس السوداء ويجلسن أمام بوابة المنزل الذى شهد الحادث، ويحيطهم كردون من رجال الأمن المركزى وفريق من رجال الدفاع المدنى وآخر من رجال البحث الجنائى، والتقت «المصرى اليوم» بوالد الضحية الذى تم استخراجه «وقال إن نجله تزوج منذ 8 شهور وكان يعمل «سباك» فى منطقة كرداسة، وأضاف أنه علم من أحد أصدقائه بأن المتهم الأول «كريم ياسين» طلب منه العمل لديه لحفر بئر داخل منزله مقابل أجر مادى، وأكمل الأب المكلموم أنه بعد مرور 3 أيام اختفى نجله ولم يعلم عنه شيئاً، وتوجه إلى منزل الضحية وسأل عنه فأخبره بأنه لا يعرف عنه شيئاً، وأثناء البحث عن نجله مر أسبوع وفوجئ بأحد أصدقاء نجله يدعى«السيد محمد» 24 سنة» عامل يخبره بأن نجله لقى مصرعه أثناء البحث عن كنز أثرى داخل منزل كريم، وأضاف بأن شقيقات كريم و4 آخرين ودجالاً وسائق من منطقة الوراق ردموا بالتراب عليهم ثم أحضروا كمية من الرمل والزلط وصنعوا «قاعدة خرسانية»، وأكد المبلغ أنهم طاردوه إلا أنه فر هارباً من داخل المنزل واختفى عن الأنظار لمدة أسبوع، وأكد الأب أنه استخرج جثة نجله بعد أن صرح رجال المباحث والنيابة ببدء الحفر وأنهم عثروا عليه على بعد 10 أمتار واتهم الأب المكلوم المتهمين بأنهم عصابة تخصصوا فى سرقة الآثار مقابل التخلص من حياة العاملين الفقراء، وطالب المسؤولين بالقصاص منهم. وعلى بعد خطوات من أسرة الضحية الأولى يجلس أقارب الضحية الثانية ويدعى «عماد 24 سنة عامل» وبدأ عمه يروى مأساته وأشار بأن والده توفى منذ الصغر ولديه 4 شقيقات يصرف عليهن، وأكد عم الضحية أن المجنى عليه توجه إلى والدته وطلب منها الدعاء، وأضاف أن الضحية أكد لهم أنه سوف يتغيب لمدة شهرين بعد أن حصل على فرصة عمل مع أحد الشيوخ، وقرر الضحية لأسرته أنه سوف يتوجه إلى الصحراء للعمل هناك، وأوضح عم الضحية أنه تغيب 15 يوماً ثم عاد وبعدها تغيب 3 أيام ثم اختفت أخباره وأغلق هاتفه المحمول، وأشار إلى أن والد حسن اتصل بهم وأخبرهم بأن ابنهم لقى مصرعه أثناء الحفر وأن المتهمين ردموا عليه بالرمال ثم وضعوا قاعدة خرسانية.