خوف، أم صفقة، أم اعتقاد بعدم الأهمية.. هذه ملخص ردود الأفعال الكثيرة التى وردت لى بعد مقالى حول أسباب صمت د. كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، عن الكلام لمدة عشر سنوات، لكن الملاحظ أن القضية محل اهتمام الناس سواء من رأوا فى الجنزورى، رئيس الوزراء، الذى اقترب من الشعب بقوة وأنه رجل شريف وعفيف، وكان رئيس حكومة حقيقياً، فى حين رأى آخرون أن طلعت حماد كان رئيس الحكومة الحقيقى فى عهد الجنزورى. سيناريوهات الخروج اختلفت أسبابها، فهناك من يرجعها إلى أن إسرائيل وراء القرار بسبب مشروع مد ترعة النيل إلى سيناء، وآخرون يرون أمريكا، بسبب مشروعه فى تحويل رسوم قناة السويس بالجنيه المصرى، فيما رأى البعض أن عدم جدوى مشروع استخراج الذهب من جبل أسوان وراء قرار الرحيل من الحكومة.. بل إن هناك من ذهب لأبعد من ذلك بأن ارتفاع شعبية الجنزورى وراء خروجه. فى المقابل هناك سيناريوهات أخرى حول تضخم نفوذ وزيره طلعت حماد بموافقة وعلم رئيس الوزراء، وتدخل أزواج بناته فى بعض الأعمال، وإصرار الجنزورى على نظام المركزية، وأن يمسك كل الخيوط بيده، وأن سياساته وراء الأزمة الاقتصادية وقتها، ودخوله فى صراعات كثيرة «مجلس الشعب الحزب الوطنى كثير من الوزراء»، بل إن البعض طرح أسئلة عن سعى الجنزورى لتنصيب طلعت حماد وزيراً للعدل لولا تهديدات القضاة، وقيام اللواء حسن الألفى بإبلاغ الرئيس، مما خلف أزمة بين رئيس الوزراء ووزير داخليته، بالإضافة إلى كلام آخر حول زيادة أعمال عائلة الشبكشى داخل مصر خلال عهد الجنزورى. استغربت كثيراً حينما خرج د. كمال الجنزورى من عزلته لينفى كلام أيمن نور حول رفضه عرض الجنزورى بتولى موقع الوزير.. فأى متابع كان يستطيع معرفة أن هذا العرض يستحيل حدوثه، لعدة أسباب، منها: الدستور الذى ينص على أن عمر الوزير لا يقل عن 35 عاماً، وخلافات الجنزورى مع نور، وموقف حزب الوفد الذى كان سيرفض هذا الأمر وغيرها.. لكن الأغرب أن يصمت الجنزورى عن قضايا كثيرة تناولته على المستويين الشخصى والعام، وهو ما جعل البعض يفسر بأن الصمت أمر متفق عليه، بينما فسره آخرون بالخوف.. والاحتمالان مستبعدان، خاصة أن معظم المسؤولين السابقين قد تحدثوا فى ظل حرية الصحافة والإعلام ولم يحدث لهم مكروه بمن فيهم رموز كبيرة، مثل: المرحوم د. عزيز صدقى، والوزير منصور حسن، والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل «بعد الاعتزال»، بل والوزير أحمد رشدى، وبالتالى لم يصبح من المقبول أن يظل الجنزورى الصامت الوحيد، خاصة أن كلامه ليس منحة منه، بل حق لهذا الشعب الذى يرفض الخوف أو الصفقة أو الاعتقاد بأن الحقيقة غير مهمة!