قال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن مصر فى حاجة «ماسة» للإسراع فى إصدار قانون يسمح بتداول المحاصيل المهندسة وراثيا، وذلك بعد ثبوت أنها «آمنة» وصديقة للبيئة من ناحية، وتساهم فى زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية المستخدمة هذه التقنية بمعدلات تصل إلى ما يتراوح بين 25 و33% فى محاصيل القمح والذرة، مقارنة بالءصناف التقليدية من هذه المحاصيل من ناحية أخرى. وأضاف أبوحديد فى تصريحات صحفية على هامش مؤتمر الهندسة الوراثية أمس، أنه فى ظل التحديات المائية، التى تواجه مصر حاليا بسبب قلة مواردها المائية فضلا عن سعى الدولة إلى الحد من استهلاك المبيدات، فإن الهندسة الوراثية تمتلك حلا سحريا لهذه المشكلات وتساهم فى حل الفجوة الغذائية لمصر وتوفر 20% من المياه المستخدمة فى رى المحاصيل التى تستخدم الأصناف التقليدية. وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أن مصر لديها فرصة تاريخية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، منها القمح والذرة فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعارهما عالميا، بالإضافة إلى تقليل معدلات الفقر بها وزيادة دخول المزارعين ورفع مستوى معيشتهم والحد من استيراد الحبوب من العالم، خاصة أن مصر لديها إمكانيات علمية جديرة بالاحترام فى مجال تطبيقات التكنولوجيا الحيوية وتحتاج فقط لدعم ومؤازرة الجهات المعنية لاستخدام هذه التكنولوجيا. وأكد ضرورة أن تستخدم مصر التكنولوجيا الحيوية للتغلب على الآثار السلبية للتغيرات المناخية. وأضاف أن مصر تستورد سنويا 6 ملايين طن من القمح لتلبية احتياجات المواطنين من رغيف الخبز، بينما لديها الإمكانيات والكوادر العلمية التى تستنبط أصنافا من القمح مقاوم للجفاف وذات إنتاجية عالية، تساعد فى الحد من استيراد القمح، وهو ما يستلزم من مصر أن تدخل بقوة لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى الزراعة لحل مشكلة الاكتفاء الذاتى من القمح، طالما أن لديها هذه الإمكانيات العلمية الهائلة. وأشار إلى أن استخدام التكنولوجيا الحيوية يساعد فى حل إحدى المشاكل التى تعانى منها زراعة الذرة فى مصر، وهى إصابة المحصول بآفة الثاقبات، التى تسبب انخفاض الإنتاجية المحصولية، بالإضافة إلى إضرار الثاقبات فى إفراز بعض السموم الفطرية الضارة بصحة الإنسان، بينما تساعد الهندسة الوراثية فى حل هذه المشكلة جذريا، وتعطى إنتاجا ذا جودة عالية وبأقل سعر وأعلى عائد للمزارع المصرى. ولفت أبوحديد إلى أن محدودية الموارد المائية عالميا، منها مصر، بالإضافة إلى التوقعات بتأثير التغيرات المناخية على المستوى العالمى تؤكد أن هو أحد الحلول المهمة، استخدام المحاصيل المنتجة بالتكنولوجيا الحيوية موضحا أنها تقلل من ظاهرة الاحتباس الحرارى فى الأرض وتقلل من الارتفاع المستمر فى غاز أكسيد الكربون فى الهواء. وشدد على أن استخدام المحاصيل المهندسة وراثيا يستطيع أن يقضى على العديد من المشكلات التى تواجه التوسع فى بعض الزراعات المستهلكة للمياه مثل الأرز، حيث إن التكنولوجيا الحيوية استطاعت استنباط سلالات من الأرز قليل الاستهلاك للمياه ومقاوم للجفاف. وقال إن الخبرات الحديثة فى هذا المجال تؤكد أنها المستقبل الواعد للزراعة الحديثة، فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الموارد المائية للعديد من دول العالم، مشيرا إلى أنه يطمح فى أن تصبح مصر الدولة رقم 24 على المستوى العالمى، التى تستخدم هذه التكنولوجيا، خاصة إنها تطبق فى العديد من الدول الكبرى، والتى توجد بها أنظمة علمية فائقة مثل الولاياتالمتحدة والهند والصين وإسبانيا والبرازيل.