قرر الرئيس الأمريكى باراك أوباما استبدال مصطلح «الحرب العالمية على الإرهاب» باستراتيجية جديدة تركز فى شكل أكبر على تنظيم القاعدة وتعتمد على جهود أوسع لإشراك العالم الإسلامى فى مواجهتها، وتعمل على معالجة مشكلة التطرف الإسلامى المستمرة منذ فترة طويلة عبر الدبلوماسية والاستراتيجيات السياسية والتنمية الاقتصادية. قال جون برينان مستشار الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب: «إن تنظيم القاعدة لايزال يشكل التهديد المستمر للولايات المتحدة»، مؤكداً أن الإدارة الجديدة تستهدف هذا التنظيم فى شكل أقوى. إلا أنه قال إن «وصف جهودنا بأنها حرب عالمية لا يصب سوى فى مصلحة الرواية المحرفة التى يشيعها تنظيم القاعدة». وأضاف فى تصريحات أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن: «إن ذلك الوصف يصب فى مصلحة الفكرة المضللة والخطيرة بأن الولاياتالمتحدة هى بشكل من الأشكال فى صراع مع بقية العالم». وقال برينان إن أوباما يدخل على هذه المسألة «نهجا جديدا تماما وأكثر فاعلية» بمعالجة مشكلة التطرف الإسلامى المستمرة منذ فترة طويلة عبر الدبلوماسية والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية. وأضاف أن «الدروس المستفادة فى مكافحة التمرد فى العراق وأفغانستان تنطبق على القتال الأوسع ضد التطرف وخلاصتها أنه لا يمكننا تفادى هذا التحدى». وأوضح: «يمكننا أن نقتل جميع الإرهابيين الذين نرغب فى قتلهم بقيادتهم وعناصرهم. ولكن إذا فشلنا فى مواجهة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى التى ينمو فيها المتطرفون، فسيظهر دائما مجند جديد، كما سيشن هجوما آخر». وتحدث برينان عن أهداف طموحة لنشر التنمية الاقتصادية والسياسية فى المناطق الفقيرة المضطربة من العالم إضافة إلى بذل جهود دبلوماسية لاستعادة مركز الولاياتالمتحدة بين المسلمين. وجاءت هذه الكلمة فى ذكرى تحذير استخباراتى عام 2001 أبلغت فيه أجهزة الاستخبارات الأمريكية الرئيس السابق جورج بوش بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يخطط لشن هجمات على الولاياتالمتحدة، إلا أن بوش تجاهل تلك المعلومات. وأكد برينان أن «الرئيس أوباما لا أوهام لديه حول خطورة هذا التهديد بل إنه تحدى مرارا وبقوة من قالوا إن هذا التهديد لم يعد قائما». وفى معرض دفاعه عن أوباما فى وجه من يشككون فى التزامه بمكافحة الإرهاب، قال برينان - الذى عمل ضابطا فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) لفترة طويلة، وشغل منصب مدير جهاز الوكالة فى السعودية -: «خلال الأشهر ال6 الماضية قدمنا للرئيس أوباما عددا من الخطوات والمبادرات ضد القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية». وأضاف أن أوباما «لم يكتف بالموافقة على هذه العمليات، بل شجعنا على أن نكون أكثر قوة وحتى أكثر مبادرة وأكثر ابتكارا، والسعى إلى إيجاد سبل جديدة وفرص جديدة للقضاء على الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من قتل مزيد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء». وأكد برينان أن القاعدة والفصائل المتفرعة منها تتعرض ل»ضغوط هائلة». وأوضح أنه «بعد سنوات من العمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب وبالشراكة مع دول أخرى، تضرر تنظيم القاعدة فى شكل كبير واضطر إلى استبدال العديد من قادته الكبار بآخرين أقل خبرة وقدرة». وتابع «ومع ذلك فقد أثبت تنظيم القاعدة قدرته على التكيف والصمود والاحتفاظ بموقعه كأكبر تهديد إرهابى نواجهه». وأضاف أن «نية التنظيم شن مزيد من الهجمات ضد الولاياتالمتحدة والمصالح الأمريكية فى أنحاء العالم بأسلحة دمار شامل إذا أمكن، لاتزال قوية، ولايزال شن هجوم على أرض الولاياتالمتحدة أولوية بالنسبة إلى القيادة العليا للقاعدة». وأكد برينان أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والرجل الثانى فيه أيمن الظواهرى سيحالان يوما ما إلى القضاء، قائلا: «أسامة بن لادن والظواهرى شخصان سيحالان يوما ما إلى القضاء، ولنأمل أن يكون ذلك عاجلا لا آجلا». وأضاف: «كونوا واثقين بأننا سنواصل السعى إلى ذلك».