على ضفاف كورنيش النيل تقف عمارات جاردن سيتى رافعة شعار تاريخ مضى برسوماتها ونقوشها على الحوائط والشبابيك، تحمل بين طيات التاريخ كثيرا من الأحداث وملامح شخصيات أثرت فى تاريخ مصر، فما بين مياه النيل وشارع قصر العينى وميدان التحرير ومستشفى قصر العينى عاش ابراهيم بن محمد على باشا وزوجته، فؤاد سراج الدين باشا، وعائلة بدراوى باشا، ويعيش الآن الدكتور فتحى سرور، والدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة واسرة المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء السابق، ليزيد ذلك المكان قيمة تاريخية، ورغم تاريخ حى جاردن سيتى والذى يعود الى عام 1318 ميلادية فإنه تحول من منطقة سكنية لكبار رجال الدولة والمشاهير والبشوات الى حى الوزارات والمصالح الحكومية والسفارات والمكاتب الادارية بعد ان هرب السكان من التضييق الأمنى . ويعد أبرز ما يميز حى جاردن سيتى حاليا التخطيط المعمارى الدائرى المستوحى من الطراز الانجليزى والذى تتميز شوارعه ومبانيه بأنها دائرية الشكل، حتى يصعب على اى فرد اختراقها «الحى تغير حاله فى الأربعين عاما كثيرا» هكذا تحدث منير سامى مقيم بالمنطقة منذ 40 عاماً، مضيفا أن الحى لا يزيد فيه نسبة الوحدات السكنية على 30% منهما 80 %، والباقى تحتله المكاتب الإدارية والوزارات والسفارات والفنادق، الامر الذى يحول الحى بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية الى مدينة خاوية. «مع بداية السبعينات بدأت حركة بيع الفيلات، وتأسيس عمارات بدلا منها وبالرغم من ان مساحات الشقق واسعة، ولا تقل عن 200 متر وقد تصل مساحة العمارة الواحدة الى 800 متر الا ان هذه العمارات لا يسكنها احد حيث يفضل الملاك تأجيرها الى اصحاب المكاتب الادارية، حيث يبدأ الايجار الشهرى من 3000 جنيه ويصل الى 20 الفاً فى الشهر حيث تتغير قيمة الإيجار وفقا لشهرة العمارة ومساحتها». المهندس عبدالمجيد جادو خبير تقييم عقارى قال ان منطقة جاردن سيتى تعتبر الآن منطقة ادارية أكثر منها سكنية، لانها فى وسط العاصمة وذات طابع مميز، وانها تأتى فى المرتبة الثانية بعد المعادى فى ارتفاع اسعار العقارات، والتى تتحدد قيمتها وفقا لموقعها، واقترابها من البنوك وأماكن تقديم الخدمات كالوزارات والسفارات فضلا عن القيمة التاريخية والجمال المعمارى. وأضاف أن حى جاردن سيتى رغم تاريخه إلا أنه أصبح طارداً للسكان بسبب زيادة اعداد المصالح الحكومية والشركات التى لن تستمر طويلا بها نتيجة مشكلات الازدحام وصعوبة «ركن السيارات» الامر الذى يعد إحدى مشكلات الاستثمار.