عقد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، مباحثات أمس مع قادة خمس حركات مسلحة فى دارفور، فى إطار الجهود والمحاولات المصرية والليبية لتوحيد رؤية حركات التمرد فى درافور من أجل تسهيل سبل التوصل إلى سلام دائم فى إقليم دارفور السودانى. حضر الاجتماع عبدالله يحيى، قائد حركة تحرير السودان جناح الوحدة، وبحر إدريس أبوقردة، رئيس الجبهة المتحدة للمقاومة، ومحمد صالح حربة، قائد حركة تحرير السودان جناح جوبا، وحيدر آدم، قائد حركة تحرير السودان جناح الخط العام، وعبدالعزيز أبوناموشة، قائد الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية، وإبراهيم الزبيدى، قائد جبهة القوى الثورية. وقال بحر إدريس أبوقردة، قائد جبهة المقاومة الموحدة المتمردة فى درافور: نحن حضرنا إلى القاهرة بناءً على دعوة مصرية لمواصلة جهود سابقة لمحاولة توحيد رؤية الحركات المسلحة فى دارفور لحل القضية، واصفاً المباحثات مع أبوالغيط ب«الجيدة». وأعرب أبوقردة - فى تصريحات صحفية عقب المباحثات - عن اعتقادة بأن مصر ستلعب دورا كبيرا ورئيسيا فى الفترة المقبلة فى مجال توحيد رؤية الحركات، وأيضاً فى مجال التفاوض المباشر بين الحكومة السودانية وحركات التمرد فى دارفور، مبدياً تفاؤله بنجاح هذه الجهود خلال الأيام المقبلة. وردا على سؤال حول موقفه من قرار المحكمة الجنائية الدولية بطلب اعتقال الرئيس السودانى عمر البشير، قال أبوقردة: «مبدأ تحقيق العدالة قضية أساسية ومهمة ولابد من التعامل معها، لذلك كان إيماننا بهذا المبدأ واضح، وعلى الجميع أن يتعاونوا مع العدالة». وردا على سؤال حول وجود مبادرة مصرية لحل المشكلة فى دارفور، أوضح أبوقردة أن قادة الحركات المسلحة حضروا إلى القاهرة للتشاور مع المسؤولين المصريين، والجهود المصرية المبذولة فى هذا الإطار تهدف إلى استكمال الجهود والمساعى الليبية، مؤكداً أن دور مصر أساسى فى تعزيز هذه الجهود. ورداً على سؤال حول موقفه من الاتفاق الذى وقعه حزب الأمة القومى مع حركة العدل والمساواة، أكد أبوقردة أن مبدأ التعاون بين المعارضة السودانية فى الداخل وحركات دارفور لمصلحة السودان مسألة مهمة، معرباً عن اعتقاده بأن حزب الأمة القومى كان «غير موفق» بتوقيعه على هذا الاتفاق فى البداية مع حركة العدل والمساواة، نظراً لتوجهات هذه الحركة الإقصائية وعدم وجودها فى داخل السودان. وردا على سؤال حول ما تردده حركة العدل والمساواة بأنها الحركة الأكبر فى دارفور، قال أبوقردة: «أن أى شخص يستطيع أن يدعى ويتحدث كيفما شاء ولكن الواقع غير ذلك». وردا على سؤال عن تطورات قضيته أمام المحكمة الجنائية الدولية، قال أبوقردة: «المحامى الخاص بى يتابع هذه القضية أمام الجنائية الدولية فى لاهاى»، موضحا أن جلسة المحاكمة التى حضرها كانت إجرائية عادية. وأوضح أن قيامه بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية يوجه رسالة لجميع السودانيين بالتعاون مع هذه المحكمة والعدالة، مشيرا إلى أن الحركات المسلحة فى دارفور تقاتل من أجل تحقيق العدالة، ولذلك لابد من تطبيق هذه العدالة على أنفسنا، ويجب تطبيق سياسة عدم الإفلات من العقوبة على الجميع. وشدد أبوقردة على براءته من التهمة التى توجهها إليه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب ثلاث جرائم أثناء الهجوم على مقر بعثة الاتحاد الأفريقى فى منطقة «حسكانيتا» بدارفور، وقائلاً: «أعتقد فى النهاية سأحصل على حكم بالبراءة من هذا الاتهام». من جانبه قال أبوبكر صالح، المستشار السياسى للجبهة المتحدة للمقاومة: «الحركات المسلحة فى دارفور حضرت إلى القاهرة للاستماع إلى وجهة النظر المصرية التى تشهد هذه الأيام الحالية حماسا منقطع النظير من أجل التوصل إلى سلام شامل فى السودان».