مكان وزمان استثنائيان اختارتهما إيطاليا لعقد قمة مجموعة الثمانى فيهما، حيث رأت أن يلتئم شمل قادة «نادى الأغنياء» فى ثكنة عسكرية بمدينة لاكويلا، التى مازالت ترتجف منذ زلزال أبريل المدمر الذى أودى بحياة قرابة 300 شخص وشرد 50 ألف آخرين، وسط دعوات لقرينات القادة بمنع أزواجهن من المشاركة فى الاجتماع السنوى احتجاجاً على سلوكيات المضيف، رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى. من جهتها، أشارت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية إلى أن القمة انعقدت وسط ضجيج إعلامى مرافق للفضيحة التى يتعرض لها برلسكونى بعد الكشف عن «حفلات ماجنة» لرئيس الوزراء الإيطالى مع بائعات هوى، واتهام زوجته فيرونيكا لاريو له بإقامة علاقة «غير ملائمة» مع قاصر، مما دفع مجموعة أكاديميات إيطاليات لمطالبة قرينات القادة المشاركين بحثهم على مقاطعة القمة. يرى كثيرون أن اختيار مكان الزلزال فى غير محله، وأن على الحكومة إنفاق مبلغ ال220 مليون يورو، التى تم صرفها على التحضيرات للقمة، فى جهود إعادة إعمار «لاكويلا» المدمرة. لم يكتف برلسكونى، بصفته رئيس مجموعة الثمانى العام الحالى، بنقل القمة من مدينة لامادلينا إلى لاكويلا، بل قرر أيضاً عقدها فى ثكنة تابعة للشرطة، حيث جرت مراسم الدفن الجماعى لضحايا الهزة. وبرر قراره بأنه يدخل فى سياق التضامن مع القتلى والضحايا الذين شردتهم الهزة، مضيفاً: «هذا سيجعل من لاكويلا محط أنظار واهتمام العالم». تشير تقارير إلى أن الدوافع الخفية للقرار هى إخفاق الحكومة فى إكمال التجهيزات فى «لامادلينا» لاستيعاب القادة ووسائل الإعلام خاصة أن القاعدة البحرية الأمريكية السابقة اختيرت لموقعها الاستراتيجى للحيلولة دون وقوع أعمال الشغب والعنف المعهودة فى مثل هذه القمم. ورغم الارتجاجات العنيفة العديدة التى ضربت «لاكويلا» أواخر الشهر الماضى، فإن إيطاليا أكدت أن المنطقة آمنة، بل ذهب مسؤولون لحد القول بأن بعض تلك الهزات قد يضع قادة العالم «على صلة بالواقع ويقربهم من الضحايا». وبينما تفقد كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الروسى ديميترى ميدفيديف المناطق التى تضررت بفعل زلزال لاكويلا أمس الأول وهى الجولة التى سبقتهما إليها المستشارة أنجيلا ميركل، فضل الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى القيام بجولة ركض صغيرة فى طريق مغلق مواز لمكان انعقاد القمة.