قام السفير رمزى عزالدين، سفير مصر لدى ألمانيا، بزيارة الدكتور علوى على عكاز، زوج مروة الشربينى «شهيدة الإرهاب» بالمستشفى الذى يعالج فيه بمدينة دريسدن الألمانية، ورافق السفير المصرى خلال الزيارة رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا ووزير العدل فى ولاية سكسونيا وعمدة المدينة وأسقف ولاية سكسونيا وسكرتير عام المكتب المركزى لليهود فى المانيا. فيما قررت تجمعات عربية وإسلامية بألمانيا تنظيم مظاهرة السبت المقبل تنديداً بمقتلها. وقال السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، إن هذه الشخصيات الألمانية التى رافقت السفير المصرى أكدوا إدانتهم الشديدة للعمل الإجرامى البشع، الذى تعرضت له الضحية وزوجها و«الذى ينم عن كراهية للآخر»، معربين عن تضامنهم مع أسرة الفقيدة. وأضاف رزق، فى تصريحات له أمس، أن السفير المصرى فى ألمانيا التقى كذلك وزير العدل الألمانى فى برلين، والذى أعرب عن أسفه الشديد للحادث البشع، وأكد أن بلاده تشعر بصدمة كبيرة بسبب هذا العمل الإجرامى، مشيراً إلى أن النيابة العامة للولاية بدأت بالفعل التحقيق فى القضية، وأنه تم توجيه تهمة القتل المتعمد المشدد للجانى. وذكر رزق أن وزير العدل الألمانى وعد بموافاة السفارة بجميع المحاضر والتحقيقات والتقارير، التى تجريها السلطات القضائية بولاية سكسونيا فى الحادث. فى سياق متصل، زار على العقاد والد زوج الشهيدة مروة، ابنه الدكتور علوى على عكاز فى أحد المستشفيات بدريسدن أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة من الداخلية الألمانية والسفارة المصرية لمنع دخول وسائل الإعلام إلى المستشفى، فضلا عن التفتيش الذاتى للزائرين. تأتى زيارة العقاد لألمانيا بعد يوم من اجتماع نظمته عدة جمعيات تمثل المجتمع المدنى بألمانيا منها جمعية مناهضة العنصرية، وجمعية مساعدة حقوق المعتدى عليهم من العنصرية، لإدانة مقتل «مروة» والنظر فى بدء إجرءات التقاضى. وقال محمد شعبان جبر، منسق الاجتماع، ومدرس كرة طائرة بألمانيا، إن الاجتماع الذى حضره نحو 25 شخصاً، دعا لتنظيم وقفة احتجاجية أو مظاهرة يوم السبت المقبل، أمام مقر بلدية دريسدن، تضم عدداً من أفراد الجاليات المصرية والعربية والإسلامية، فضلاً عن بعض المنظمات الألمانية. وأضاف شعبان، مصرى لديه الجنسية الألمانية، أنه تم تكليف محامى يدعى أندرياس واينا، ألمانى الجنسية، ومتخصص فى الجنائيات للبدء فى إجراءات التقاضى فى قضية «مروة» بشكل مؤقت منذ توكيل طارق شقيق الشهيدة منذ الجمعة الماضى. وأرجع شعبان عدم اتخاذ أى إجراء قانونى حتى الآن إلى «ضغوط السفارة المصرية على المحامى، وادعائها بأنها كلفت محامياً للنظر فى القضية، وهو الأمر الذى لم يحدث»، موضحاً أن البعض اقترح ضرورة «الاستعانة بخبير فى القانون الدولى لفهم الإجراءات والشروط التى من خلالها يتم رفع دعوى قضائية». وانتقد شعبان السفارة المصرية بألمانيا قائلاً: «لم تفعل السفارة أى شىء، وتعمدت التغطية على الحدث، مستغلة أن غالبية المصريين فى ألمانيا من طلاب البعثات، وبقاؤهم مشروط بالبعثة»، مضيفاً أن «السفارة ضغطت على وزير العدل الألمانى للتنديد بالحادث وشجبه لتقليل احتقان المسلمين فى دريسدن». وطالب النائب البرلمانى الألمانى جمال قرصلى، وهو من أصل عربى، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتضامن الرسمى مع أسرة الشهيدة مروة الشربينى، قائلاً: «إن هذا العمل الإجرامى هو مؤشر واضح بأن العداء للمسلمين فى ألمانيا تجاوز الخطوط الحمراء وأصبح يهدد أمن وسلامة نسيج المجتمع الألمانى، إذ وصل الأمر إلى الاعتداء على المواطنين المسلمين واتهامهم بالتطرف والإرهاب وحتى قتلهم وذلك فقط لأنهم من أتباع هذا الدين». وأرجع النائب الألمانى هذا الحادث إلى ترويج بعض الأحزاب السياسية الألمانية المتطرفة لفكرة «عداء المسلمين» ولصق تهمة التطرف والإرهاب بالإسلام والمسلمين لتشويه صورتهم وصورة هذا الدين الحنيف، الذى ينتمون إليه وبث روح البغض والكراهية ضدهم. من جهته، أعرب طارق الشربينى، شقيق الشهيدة الدكتورة مروة، عن استيائه من التعامل الألمانى مع الجريمة، مستغرباً مما وصفه ب«التكتم» حول اسم القاتل وملابسات الجريمة. وقال الشربينى، فى حديث أدلى به لصحيفة (الدويتش فيلا) الألمانية : «إننا لن نرضى سوى بجزاء عادل من القضاء الألمانى للقاتل يتناسب مع حجم الجرم». وجدد المجلس الأعلى للمسلمين والمجلس المركزى الأعلى لليهود فى ألمانيا استنكارهما للجريمة. من ناحيتها، ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن المدونين فى مصر أطلقوا لعبة «ما ذا لو» بدلوا خلالها الأدوار فى قضية «مروة»، قائلين: «إن رد الفعل الألمانى سيختلف إذ ما كان القاتل مسلماً والقتيل ألمانياً»، معتبرين أن رد فعل الحكومة الألمانية يدل على عدم العدالة والمساواة تجاه المسلمين فى أوروبا.