إنها بطلة ما يسمى «السينما النظيفة» بلا منافس، هى أول من حدد قوانينها، ورسخ وجودها بتقديم «وجه السندريللا» فى الواقع. بغض النظر عن صاحب المصطلح، ف«منى زكى» هى الحصان الرابح، لتيار جرف السينما لخندق أضيق من طموح المرأة والمبدع معا!. كان لابد أن تتمرد «منى»، وطبيعى أن يغضب الجمهور الذى نصبته «رقيبا أخلاقياً» على نجمات جيلها. «نحن لا نلتقى إلا فى السرير»، تلك الجملة هى المبرر الدرامى للمشاهد الحميمة بين الزوجين فى فيلم «إحكى يا شهرزاد». وهى مشاهد شديدة الرومانسية، رغم طبيعتها الحسية، وكأنها مجرد إعلان عن نضج «الفيديت»، يؤهلها لدور «المناضلة الإعلامية» كما كتبه «وحيد حامد». توقفت طويلا عند نساء «وحيد حامد»، المقهورات جنسياً واجتماعياً واقتصادياً، لم أشعر بأن المرأة فى موقع «المفعول به» فى علاقة الاستغلال الجنسى، بقدر ما بدت «فاعلاً» خاصة فى علاقة الشقيقات الثلاث. «رحاب الجمل» لم تكن أقل شبقاً من شقيقتيها، لكنها أكثرهن ازدواجية، تبحث عن غطاء دينى لرغباتها المكبوته، ولو بزواج شفاهى زائف. لابد أن تصدق أن دائرة زنى المحارم، هنا، تعرية لواقع قبيح، يصنع من الجنس «تابو مقدس» يخضع له الجميع. إنها تفاصيل «بيت من لحم» رائعة الكاتب «يوسف إدريس» نفسها، العلاقات المتشابكة فى حكاية «الحمال والتلات بنات» نفسها، بتفاصيل تحاول إدانة الرجل فتجعله «ضحية». «شهرزاد 2009» نماذج لنساء يتمردن على حياة الجوارى، لكن من داخل «قفص الحريم». «صفاء» تقتل، و«سلمى حايك المصرية» تتحايل على ذل العشوائيات ب«حجاب مؤقت»، والدكتورة «ناهد» تضاجع الفساد دون وعى.. وتتطهر منه ب«الإجهاض». نساء مستلبات يصلحن مادة خام لبرنامج «توك شو» لمذيعة تكتشف زيف عالمها، حين تغوص فى آلام البشر. عدة نساء يجمعهن خيط مكهرب، بالمتعة والفساد والطموح، بمن فيهن أمانى (تجسدها الرائعة سوسن بدر).. التى رفضت الاستغلال المادى فانتهى بها المطاف «عذراء فى مصحة نفسية». فى قلب هذا الزحام، تصبح قضية «هبة - منى زكى» قضية هامشية، فالتنازلات التى قدمتها للزوج، فتحت لها عوالم جديدة، الألم فيها من لحم حى. لكنك مطالب – كمشاهد - أن تضع العمق السياسى والاجتماعى من خيالك. فالسيناريو أضيق من تأصيل تلك الشخصيات، أنت تعلم – ضمنياً - أن الرجل الذى يبتز النساء مرشح ل«وزارة ما»، وتدرك أن هذا هو «الفساد». إنه الشبح الذى يتربص بالمرأة، فى كل زاوية، يرقد فى فراش «هبة» كثعبان يتحين لحظة الفتك بها. بالملمس الناعم والفم المسموم نفسه، يسخرها الزوج (حسن الرداد) لطموحه، وحين ينكسر الطموح تماما يتحول لوحش يترك بصماته على وجهها. أهمية فيلم «إحكى يا شهرزاد» الحقيقية، ليست فى تقديم قضايا صادمة ،(الإجهاص وزنى المحارم)، بل فى تحمل «منى زكى» مسؤولية مشاهد يقال عنها «جريئة»!!. خاصة بعد أن تحولت بعض دور العرض إلى وحدات مونتاج، تحذف المشاهد التى تستفز الجمهور المحافظ، دون أدنى مراعاة لحق المبدع، أو رب العمل. «منى» التى تتبرأ من مصطلح «السينما النظيفة» ساهمت – بشكل كبير- فى حصار نجمات السينما، داخل أوصاف سيئة السمعة.. أقلها «العرى والإثارة». وقدمت مع «أحمد حلمى» ثنائياً عاطفياً، يثور لعرض إحدى الفضائيات ميكنج فيلم «أبو على»، لتكريس نموذج السينما الإيرانية!. «أحمد ومنى» نجوم جيل فرض شروط نجوميته على الكتاب والمخرجين، وعطل السينما بحثا عن ضحكة «شرعية».. وقبلة تعقبها «صفعة» (حدث فى فيلم أفريكانو)!!. وعليهما الآن مواجهة شائعات الطلاق بشجاعة، والتعامل بوعى مع مرحلة النضج الفنى ومع السينما ذاتها.