أعلنت الشرطة الإيرانية، أمس، مقتل 20 متظاهراً واعتقال أكثر من 1000 آخرين فى إطار المظاهرات التى شهدتها طهران، احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، التى فاز فيها الرئيس محمود أحمدى نجاد بولاية ثانية، وطعنت المعارضة بنزاهتها. ونقلت وكالة «فارس»، شبه الرسمية، عن رئيس الشرطة الإيرانية إسماعيل احمدى مقدم، قوله إن «الشرطة اعتقلت 1032 شخصاً فى أحداث الشغب الأخيرة فى طهران. عدد كبير من هؤلاء تم إطلاق سراحه والآخرون يتم التحقيق معهم من قبل المحاكم العامة والثورية»، وأضاف قائلا: «لم يقتل أى شرطى فى أعمال الشغب ولكن 20 مشاغبا قتلوا». من جهتها، قدرت الرابطة الإيرانية لحقوق الإنسان، ومقرها باريس، عدد الذين لا يزالون معتقلين فى إيران على خلفية المظاهرات ب2000 شخص. جاء ذلك فيما رفض المرشح الإصلاحى للانتخابات الرئاسية الإيرانية مهدى كروبى أمس، الاعتراف بإعادة انتخاب نجاد، بعدما أكد مجلس صيانة الدستور فوزه، نافياً حدوث عمليات تزوير. وقال كروبى فى رسالة وجهها إلى الإيرانيين عبر موقع صحيفته «اعتماد ملى» الالكترونى، إن الحكومة التى ستنبثق عن انتخابات 12يونيو لن تكون «شرعية ولا مقبولة»، معتبراً أن «هذه الانتخابات غير صالحة». ومنعت السلطات الإيرانية صدور «اعتماد ملى» أمس لمنعها من نشر رسالة كروبى. ولم يعرف ما إذا كان هذا الحظر آنيا أو نهائيا. ويعتبر كروبى والمرشح المحافظ المعتدل مير حسين موسوى أن الانتخابات الايرانية تضمنت مخالفات وعمليات تزوير، وطالبا بتشكيل لجنة مستقلة لمراجعة العملية الانتخابية أو إلغاء النتائج. ورفضت السلطات الايرانية هذا الطلب وثبت مجلس صيانة الدستور الاثنين الماضى نتائج الانتخابات بعد إعادة فرز 10% من الاصوات، فيما اعتبر نجاد أن إعادة انتخابه نصر لشعب إيران وهزيمة لأعداء الجمهورية الإسلامية. فى غضون ذلك، ذكرت وكالة «فارس» أمس أن واحداً من بين 3 موظفين فى السفارة البريطانية فى طهران مازالت السلطات الإيرانية تحتجزهم، لعب «دورا بارزا» فى الاضطرابات التى أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وأضافت الوكالة أن موظفة أخرى فى السفارة كانت «عنصرا رئيسيا وراء الاضطرابات» لكن أطلق سراحها لتمتعها بحصانة دبلوماسية. كانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت الاثنين الماضى الإفراج عن 5 موظفين فى السفارة البريطانية فى إيران، واحتجاز 4 آخرين لاستجوابهم. وقال وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند أمس الأول إن لندن تضغط على وزارة الخارجية الايرانية لضمان الإفراج عن الموظفين المحليين فى سفارتها فى طهران.