انتقدت قيادات حزبية، تصريحات جمال مبارك، أمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، أمس، فى حواره المفتوح مع خريجى جمعية جيل المستقبل، والتى رفض فيها ممارسة الأحزاب الأنشطة داخل الجامعات. من جانبه، وصف الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى تصريحات جمال مبارك ب«المغلوطة»، مؤكداً أن ممارسة السياسة داخل الجامعة هى التى أفرزت عظماء السياسيين والعلماء أمثال نجيب محفوظ وأحمد زويل ومحمد البرادعى، بالإضافة إلى أن معظم قادة مصر عبر التاريخ كان لهم نشاط سياسى داخل الجامعة. وأبدى الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، انزعاجه من تصريحات أمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، والتى قال فيها: «السماح للأحزاب بالعمل فى الجامعات سيهدم العملية التعليمية» واعتبرها مناقضة للواقع وقال: «الجامعات تحولت إلى ساحة سيرك يتحرك فيه بهلوان واحد ليقدم عرضاً حزبياً غير مقبول». وقال نور: «إن تصريحات جمال مبارك تهدف إلى تغييب الرأى العام واختزال دور الجامعة لتصبح مؤسسة تلقين، وأضاف: «لا تنطبق هذه المبادئ مع سلوك الحزب الوطنى نفسه الذى يتدخل فى كل شؤون الجامعات، وأنا شخصياً منعت لى ندوة فى الجامعة الأمريكية بتدخل من عضو لجنة السياسات الدكتور عمرو سلامة، بينما يحاضر جمال مبارك سنوياً، بصفته الحزبية فى نفس الجامعة. ورداً على تلميحات جمال مبارك حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل الجامعات قال سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، الحزب الوطنى منعنا من العمل داخل الجامعة بحجة الحفاظ على سير العملية التعليمية، ووقف بجمعية «جيل المستقبل» الخاصة به عاجزاً ومريضاً أمام انتشار الإخوان هناك. ووصف عبدالعال الحديث عن هدم العملية التعليمية بأنه تزييف متعمد وأضاف: «أى قارئ للتاريخ يعلم أن ممارسة السياسة داخل الجامعة من أهم مقومات الوعى بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل عام». واتهم مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، جمال مبارك بتعمد إبعاد الطلبة والتجمعات عن الاشتراك فى العمل السياسى، بهدف فصل باقى الأحزاب عن الشارع وهو ما يظهر بوضوح، حسب قوله، فى سيطرة الحزب الوطنى على الجامعات وهيئات التدريس واتحادات الطلبة من خلال الأجهزة الأمنية. وأصدر حزب الإصلاح والتنمية (تحت التأسيس) بياناً أمس، انتقد فيه تصريحات جمال مبارك، واعتبرها تخفى نية مبيتة لاحتكار السلطة وأدواتها، وقال الحزب فى بيانه: إن العمل السياسى الجامعى هو الذى يعزز الانتماء والهوية عند الشباب وجيل المستقبل الذين يتحدث إليهم أمين السياسات.