شاهدت بنفسى.. هذه الكتلة البشرية الساخنة الصادقة والمتوهجة والتى أرى أن الله سبحانه وتعالى وهبها للبشرية ووهب فيها هذا الذكاء الفريد وهذا القبول وهو نعمة من نعم الله. وأتعرض لهذه الشخصية من الناحية الرياضية والتى أظهرها بمجرد هبوط طائرته على أرض مصر حيث إن قفزاته على سلم الطائرة ورشاقته الرياضية وسرعته أعطت رسالة بحجم الطاقة التى يختزنها فى قلبه وعقله، وفى نفس الوقت تساؤلاً كيف سيبث هذه الطاقة ويحقنها فى عقول ملايين البشر الذين يتابعونه فى مصر وفى جميع أنحاء العالم؟ لقد تأكدت طريقة قفزاته فى بداية الزيارة وأثناءها وفى نهايتها فى سابقة لم يشهدها التاريخ مع جميع رؤساء أمريكا الذين يظهرون المكانة والقوة من خلال خطواتهم الرزينة الثابتة. أستطيع أن أؤكد بما لى من خبرة رياضية اكتمال التوافق العضلى العصبى فى حركة يديه مع إيقاع قدميه على السلم بمشط أرجله على طريقة الأبطال المحترفين. لقد كانت مصر رائعة بالنسبة له كما كان هو رائعاً بالنسبة لنا. وكانت مصر أكثر روعة فى إحاطته بالخيول الرشيقة كلها حيوية والتى أحاطت بسيارته وكان ينظر إلى كل حصان من شباك سيارته الجميلة المصفحة ليجده متوهجاً فى الترحيب به قبل أن يصل إلى الترحيب الرسمى فى أحضان السيد رئيس الجمهورية ممثلاً ورمزاً للشعب المصرى. لقد انطلق يتكلم ونظراته إلى أعلى فى معظم الوقت، لقد أحس بأن الشباب يأخذون أماكنهم فى أعالى القاعة فاتجه إليهم بنظراته طول الوقت لأنهم المستقبل ولم يغفل أبداً رد تحيتهم له. لقد حاول الكثيرون فى الشهور والسنوات السابقة بث ثقافة العداء فى عقول الشباب ضد كل شىء حتى أصبح كثير منا أسيراً لما يتم تلقينه لنا بحرفية بالغة. وعندما جاءت هذه الشخصية أحس مستمعوه بمدى صدقه وشفافيته فى التعبير، وأيضاً بمدى ثقافته المتدفقة فى جميع الأمور. وكان أروع ما قال إنه يجب ألا نعيش سجناء وأسرى للماضى، وعندما تكلم عن الديانات ذكر واستشهد بنصوص من القرآن الكريم وتكلم عن الإسلام بلغة يفهمها العالم من جميع الأديان والأجناس وذكر آيات قرآنية تؤكد روعة وسماحة الإسلام وتعرض بنفس الاحترام إلى ثوابت من كتب الأديان السماوية الأخرى. وقد خفق قلبى عندما أكد المعنى الإسلامى أن ما لا ترضاه لنفسك يجب ألا ترضاه على غيرك، وقلت فى نفسى ماذا لو اتبعنا ذلك تنفيذاً لديانتنا فى المعاملات، وأن نلغى من عقولنا أننا الأغلبية وأننا أقرب الناس من غيرنا للجنة، وهذا غير صحيح. لقد انفردت بنفسى حزيناً وقلت من الذى أطلق علينا وعلى عقولنا تجار الدجل والخزعبلات فى الحديث عن التوافه واختراع القصص والحكايات؟ من الذى بث فى عقولنا أن فهم الدين الإسلامى حكر على فئة بعينها تحتكر وحدها المعرفة ليحققوا الشهرة والوجاهة الاجتماعية والمالية على حساب عقول الشباب والنساء؟ إنها الفتاوى المسموعة والمرئية التى تحاصرنا من كل جانب. ما أسهل آيات الله وقد تحدث بها ضيفنا بصورة رائعة. طبعاً هتسألونى عن اسم هذه الشخصية؟ إنه أوباما الذى أنهى زيارته بارتداء الملابس الرياضية فى أعرق أندية مصر، نادى الجزيرة الرياضى ليوالى وثباته على سفح الأهرامات، وأستطيع أن أطلق عليها (أوباما ستايل) أو طريقة أوباما، والتى ستكون إيقاعاً حركياً موسيقياً لشباب العالم.. صدقونى.