«والمصحف الليبراليين بيصلوا برضه».. هذه الجملة جعلت القاعة فى ساقية الصاوى تضج بالتصفيق أثناء توزيع جوائز مسابقة «أنا ليه ليبرالى» التى أشرفت عليها مؤسسة «فريدريش ناومان.. من أجل الحرية» ونظمها اتحاد الشباب الليبرالى وكنت أحد محكميها مع الأستاذ الدكتور على الدين هلال، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ووزير الشباب الأسبق والدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ونائب رئيس الهيئة العامة للكتاب والدكتور جمال عبد الجواد الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة قائل هذه الجملة هو أحمد سميح الناشط الحقوقى ومدير إذاعة حريتنا على الانترنت والشريك الإعلامى للمسابقة إلى جانب «المصرى اليوم»، نافيا عن الليبراليين تهماً من عينة الكفر والالحاد.. وهذه الجملة تجرنا إلى التفكر فى حالة المجتمع المصرى الذى يعانى من تدين ظاهرى وليس حقيقيا، وتحزب - نسبة الى الأحزاب - شكلى وديكورى وحتى الأحزاب التى يفترض أنها ليبرالية وهى ثلاثة تعانى أشد المعاناة لإثبات أنها موجودة لكى تكون واقعا ملموسا وهو ما يفرض علينا نشر الفكر الليبرالى الحقيقى الذى أعتقد أن فيه خلاص مصر مما هى فيه الآن. المسابقة بلغ إجمالى المقالات المقدمة بها 67 مقالة وتم نشر عشرين مقالة متميزة منها قدمها شباب من المصريين الذين اشتركوا فى المسابقة لكتابة مقال تحت عنوان «أنا ليه ليبرالى؟» وهى المسابقة الأولى من نوعها فى مصر وأشرف عليها الدكتور رونالد ميناردوس المدير الإقليمى لمؤسسة فريدريش ناومان ونظمها مدير البرامج فى المؤسسة الأستاذ هانى عبد الملاك الدكتور ميناردوس يرى أن الليبرالية هى أحد التيارات السياسية العظيمة، إلا أنه فى الوقت نفسه يرى انه يصعب أن نجد كلمة فى القاموس السياسى لعصرنا أثارت جدلاً مثلما أثارته تلك الكلمة - الليبرالية - . فبينما لا تحمل الكلمة بالنسبة للعديد من الأشخاص - الليبراليين بالتأكيد - سوى دلالات إيجابية، فهى لعنة بالنسبة لكثير من الذين يعادون الليبرالية . المشكلة أنه ينظر لليبراليين فى العالم العربى على أنهم معادون للأديان ويتسمون بالإلحاد - نفس النظرة التى سادت تجاه التيار اليسارى من قبل - وأنهم لا أخلاقيين الذى تحالف فيه الفكر الدينى المحافظ مع الإيديولوجية الأصولية للتحقير من شأن الليبراليين المسابقة كشفت عن شباب مصرى أصيل يؤمن بالأفكار الليبرالية ويرى أن التسامح هو أساس تقدم الدول وأن قبول الآخر لابد أن يكون منهج حياة وأن مصر هى مصرهم وأن تعزيز الحرية المسؤولة هو الطريق إلى مجتمع أفضل وأن أى تغير سيبدأ بهم ومن خلالهم وبأفكارهم ورؤاهم الليبرالية يقول محمد سعد محمد الفائز الأول فى المسابقة فى المقال الذى كتبه بعنوان «مرونة الليبرالية سر استمرارها»: «لذا فإن تسامح الليبرالية مع الاختلاف الدينى والمذهبى هو الضامن الوحيد والحل الأمثل لمجتمعات تتنوع فيها المذاهب الدينية دون إقصاء لأتباع مذهب أو دين». بقى أن نقول إن العالم يتطور ولا يقف عند الايديولوجيات الجامدة. المختصر المفيد أَنَّ اللهَ صَنَعَ الإِنْسَانَ مُسْتَقِيمًا، أَمَّا هُمْ فَطَلَبُوا اخْتِرَاعَاتٍ كَثِيرَةً. [email protected]