بعدما أصاب المنتخب الإسبانى بصدمة كبيرة بتغلبه عليه 2/صفر فى الدور قبل النهائى لبطولة كأس القارات لكرة القدم بجنوب أفريقيا، احتفل المنتخب الأمريكى بما وصفه الكثيرون بأنه أكبر انتصار للفريق منذ عام 1950 عندما فاز على المنتخب الإنجليزى 1/صفر آنذاك. وجاء فوز المنتخب الأمريكى على إسبانيا بعد أيام قليلة من تغلبه على المنتخب المصرى 3/صفر فى مباراته الثالثة الأخيرة بدور المجموعات ليتأهل إلى الدور قبل النهائى بعدما كان الجميع قد استبعدوا احتمالات صعوده. وبعدما كان الفريق الأمريكى يقبع فى المركز الأخير بترتيب المجموعة الثانية بعد هزيمتين كبيرتين أمام المنتخبين الإيطالى والبرازيلى، تمكن أبطال أمريكا الشمالية من تعويض تخلفهم بفارق ستة أهداف عن المنتخب الأزورى بفضل فوز البرازيل 3/صفر على إيطاليا لتتأهل أمريكا بعد فوزها على مصر بالثلاثة وتفوقها فى عدد الأهداف المسجلة بعد تساويها مع بطل العالم فى فارق الأهداف. ووصفت وسائل الإعلام الأمريكية الفوز ب«المعجزة» حيث أوقف منتخب البلاد أطول سلسلة انتصارات متتالية فى تاريخ كرة القدم الدولية والمسجلة باسم إسبانيا بعدما امتدت إلى 15 مباراة، كما أوقف سلسلة المباريات التى لعبها المنتخب الإسبانى دون هزيمة ووصلت إلي 35 مباراة متتالية متساوياً فى هذا الإنجاز القياسى مع المنتخب البرازيلى. ولم يخسر أبطال أوروبا، قبل مساء أمس الأول، أى مباريات منذ نوفمبر 2006 عندما فازت رومانيا عليهم فى مباراة ودية. ووضع تيم هاوارد حارس المرمى الأساسى لمنتخب أمريكا الفوز فى قالب تاريخى عندما سئل عما إذا كان ذلك الفوز يعادل فوز أمريكا على إنجلترا 1/صفر فى عام 1950، فقال هاوارد: «لقد سبق أن تغلبنا على المكسيك فى كأس العالم 2002 وعلى كولومبيا فى كأس العالم 1994، ولكن أن نحقق فوزاً كهذا فى الدور قبل النهائى لإحدى البطولات الكبيرة وأمام فريق حقق كل هذه الانتصارات المتتالية، فإذا لم يكن هذا هو أفضل انتصاراتنا فى التاريخ فالإنجاز يفوق حتى هذا الوصف». يذكر أن المصرى زكى عبدالفتاح، حارس غزل المحلة سابقاً هو الذى يدرب حراس منتخب أمريكا، وأشادت وسائل الإعلام المختلفة بجهوده فى تجهيز هاوارد حتى أصبح من أفضل حراس بطولة القارات. بينما كان بوب برادلى مدرب المنتخب الأمريكى أكثر دبلوماسية حيث قال: «فيما يتعلق بتقييم هذا الفوز، من المهم دائماً أن ننظر إلى جميع الانتصارات المختلفة التى حققتها طوال تاريخك وصولاً إليه لتدرك أسباب تطور كرة القدم الأمريكية». وأضاف: «هناك الفوز الذى حققناه فى عام 1950، ولكننا حققنا الكثير غيره منذ ذلك الوقت، وبوسعنا بالتأكيد إضافة هذا الفوز الأخير إلى القائمة». وواصلت أمريكا مفاجآتها الكبيرة بعد هروبها الدرامى ببطاقة التأهل الثانية من المجموعة الثانية بكأس القارات عندما كانت الغالبية العظمى تستبعدها تماماً من حسابات التأهل. وأشاد هاوارد بمدربه برادلى قائلاً: «لم يفقد إيمانه أبداً فى قدرتنا على التأهل وحتى الفوز بلقب البطولة.. وقد تسرب هذا الإيمان إلينا». وقال كلينت ديمبسى الفائز بقلب أفضل لاعب فى المباراة وصاحب الهدف الثانى فى مرمى إسبانيا: «إنه الفوز الأحلى مذاقاً لأننا كنا متخلفين وخارج الحسابات ولكننا عدنا بقوة.. لم يعتقد أحد أننا بوسعنا الفوز بهذه المباراة ولكننا اجتهدنا ولعبنا بنفس الروح القتالية التى لعبنا بها أمام مصر». واعترف قائد المنتخب الأمريكى كارلوس بوكانيجرا الذى عاد من الإصابة ليلعب فى مركز الظهير الأيسر بأنه مذهول بنجاح فريقه فى إلحاق الهزيمة الأولى ببطل أوروبا تحت قيادة مدربه فيسينتى ديل بوسكى. وقال بوكانيجرا: «مازلت لا أصدق ما حدث بصراحة.. إننا واثقون فى أنفسنا، ولكننى مازلت لا أصدق هذا الفوز حتى الآن. هذا الفوز يثبت أنك قادر على مواجهة الفرق الكبيرة والتغلب عليها». وأكد عملاق قلب الدفاع الأمريكى أوجوتشى أونييوو أن الفوز قد يثبت أنه كان «لقاء حيوياً» بالنسبة لمنتخب بلاده صاحب المركز الثانى حالياً فى تصفيات الكونكاكاف المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال: «هذا الفوز سيدعم ثقتنا فى أنفسنا بكل تأكيد.. فقد حققنا إنجازاً تاريخياً ووصلنا إلى القمة». ولم تهتز شباك المنتخب الإسبانى سوى مرتين فقط خلال آخر 16 مباراة له منذ دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية يورو 2008. وأكد ديل بوسكى (58 عاماً) أنه لا يحب وصف منتخب إسبانيا دائماً بأنه «أفضل فريق فى العالم» مشيراً مع ذلك إلى أن هذا ما تؤكده إحصائيات تصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا). وقال: «لا أحب ذلك الوصف أننا أفضل فريق فى العالم.. ولكن هذا ما تقوله الإحصائيات». ووصف ديل بوسكى الهزيمة من أمريكا قائلاً: «إنه حادث عارض.. لم نعتد على الهزيمة ثم فجأة تأتى هذه اللحظة، ولكن المنتخب الأمريكى خصم قوى». فيما أبدى المدرب الأمريكى الذى تولى تدريب الفريق فى عام 2006 سعادته البالغة بالمجهود الذى بذله فريقه قائلاً: «إنها ليلة كبيرة بالنسبة لنا.. كان تحدياً كبيراً ولكننا كنا نعرف أن أمامنا فرصة ويمكننا الفوز بالمباراة.. كانت ليلة مميزة من جميع الأوجه».
