فى الوقت الذى أصبح فيه مرض أنفلونزا الخنازير الهاجس الذى يطارد الجميع فى مختلف أنحاء العالم، بات السؤال الذى يحاصر ذهن المسافرين على وجه الخصوص: هل تزداد خطورة إمكانية التعرض لمرض أنفلونزا الخنازير فى حالة السفر للخارج، وهل يجب عدم السفر تفادياً للإصابة بالمرض؟ الدكتور ريتشارد داوود، المتخصص فى طب السفر، وهو من أفرع الطب ظهر عام 1981، يجيب فى مقالته بصحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية عن السؤال، ويقول: رغم التحذيرات من تصاعد الوباء، لم تصدر أى حكومة أو حتى منظمة الصحة العالمية أى قرار يمنع السفر من وإلى الدول التى ظهر فيها الوباء حتى لو كانت المكسيك». ويرجع السبب فى ذلك إلى أن مثل هذا الحظر لن يكون له أى تأثير عملى، وهذا لا يشير إلى عدم وجود خطورة عند السفر إلى الخارج، لكن الخطورة لاتزال كامنة وصغيرة. ويوضح ريتشارد أنه إذا طرحنا المكسيك جانباً، فإن الخطورة تتمثل بشكل كبير فى الرحلة نفسها، مثلاً فى الازدحام فى المطار أو فى سائق السيارة الأجرة التى يستقلها المسافر، أو فى المسافر الجالس فى المقعد المجاور. ويشير إلى أن كل التجارب الماضية مع الأمراض والأوبئة، مثل الجهود التى بذلت للقضاء على مرض السارس، الذى انتشر فى جنوب شرق آسيا عام 2003، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للقضاء على مرض أنفلونزا الطيور، لن تفيد فى مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير إلى أن نعرف أكثر عن هذا الفيروس وعن كيفية انتشاره بسرعة وسهولة. ويؤكد أن مرض أنفلونزا الخنازير يعد أسوأ وأصعب المخاطر التى يواجهها العالم فى الوقت الحالى، ناصحاً المسافرين بالاستعداد لنظام جديد خلال التواجد فى الأماكن العامة، ويضيف: فى الوقت الحالى لابد أن تكون هناك مسافات أكبر مع الآخرين، ويجب زيادة المسافات بين مقاعد الطائرات ووسائل المواصلات العامة، كما يجب على أى شخص لديه أعراض الأنفلونزا أن يبقى فى منزله، ويجب أن يهتم الجميع بشكل أكبر بغسل الأيدى وبعادات النظافة الصحية، وبتجنب التصافح بالأيدى والتحية بتبادل القبلات، وبالإضافة إلى كل ذلك يجب ارتداء الأقنعة الواقية.