«الفراعنة يوحدون أفريقيا» هذا هو العنوان الذى أطلقه موقع «كيك أوف» الشهير فى القارة السمراء والذى يهتم بالأخبار الرياضية للقارة الأفريقية، بعد الفوز الذى حققه المنتخب الوطنى على إيطاليا بطل العالم 2006 خلال بطولة كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا، والأداء المتميز الذى قدمه منتخب الفراعنة خلال المباراة وتفوقهم على نخبة لاعبى العالم الذين يلعبون فى أقوى دوريات العالم أمثال جانلويجى بوفون وأندريا بيرلو ودانيل دى روسى وياكونتا وزامبروتا ولوكا تونى وجوزيبى روسى. وأشار الموقع إلى أن مصر أعادت الثقة فى كرة القدم الأفريقية وقدرتها على منافسة الفرق الكبرى فى عالم كرة القدم بالمنافسات الدولية، وهو ما لاقى تفاعلا من الجماهير التى اكتظ بها ملعب «إليس بارك» بجوهانسبرج, بسبب الأداء المبهر للفراعنة. وأشاد الموقع بالهدف الذى سجله نجم خط الوسط المصرى محمد حمص فى مرمى بوفون، وكذلك الدور الكبير الذى لعبه عصام الحضرى حارس المرمى الذى حرم الطليان من تحقيق هدفهم وإضاعة الفرصة التاريخية على المصريين، وعلى المنتخبات الأفريقية كأول فوز إفريقى على منتخب الأزورى فى التاريخ على مدار 14 مواجهة سابقة. ورصد موقع «كيك أوف» ظاهرة انحياز الجماهير الجنوب أفريقية لتشجيع المنتخب المصرى كأشقاء وانحياز الجماهير لانتمائهم الأفريقى، خصوصا أنه كان الأفضل وقلب الطاولة بعد أن كان الجميع يتوقع أن المباراة ستكون نزهة لأبطال العالم فى «إليس بارك». وأشار الموقع إلى قيام الصحفى الجنوب أفريقى بارينج باثو كورتجاس بالرقص والغناء فى المركز الإعلامى فى الملعب ابتهاجاً بفوز المنتخب المصرى على الطليان، معبرا عن فرحته بفوز منتخب الفراعنة أبناء قارته، وأنه فجأة شعر بالفخر لأنه أفريقى مع رفرفة العلم المصرى فى الشوارع المحيطة بملعب اللقاء احتفالا بالفوز. من جهة أخرى أشار الموقع إلى أن اقتراح الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بتوزيع التذاكر على الجماهير مجانا قد لاقى نجاحا نسبيا بعد الإقبال الجماهيرى على لقاء مصر وإيطاليا، وحضور 25 ألفا و250 مشجعا فى اللقاء، ولم يتبق سوى تسعة آلاف مقعد فقط خاليا، مع وجود جماهير خارج الملعب لا تحمل تذاكر. من جانب آخر ردت وسائل الإعلام فى جنوب أفريقيا بعنف على الانتقادات الأجنبية حول استخدام جماهير الكرة أبواق التشجيع (فوفوزيلا) أثناء مباريات بطولة كأس القارات الحالية. وذكر تقرير صحيفة «ويك إندر» أن انتقادات اللاعبين والصحافة الأجنبية لاستخدام المشجعين مثل هذه الأبواق بدعوى أنها تثير الإزعاج والقلق للاعبين والمشاهدين ليس لها أساس من الصحة. وأضاف التقرير «يبدو أن الأوروبيين لم يدركوا بعد أن عهد الاستعمار قد ولى» وأشار التقرير إلى وسائل التشجيع «الغريبة» فى ملاعب الكرة الأوروبية وأوضح أن جميع المراقبين الأوروبيين سبق أن سمعوا أصوات هذه الأبواق قبل سنوات على الأقل. فى الوقت نفسه أفردت وسائل الإعلام فى جنوب أفريقيا مساحات كبيرة للرد على الانتقادات حول أصوات الأبواق وأكدت أنها تعبر عن جزء من الفلكلور فى جنوب أفريقيا وأبرزت الصحف استبعاد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى (الفيفا) إمكانية حظر استخدام أبواق (فوفوزيلا) خلال كأس العالم المقبلة فى صيف العام المقبل بجنوب أفريقيا. وقال بلاتر فى مؤتمر صحفى عقد الخميس الماضى فى بريتوريا إن مثل هذه الأبواق لا تؤذى أحدا وأنه ليس من السهل فرض حظر على استخدام الأبواق فى بطولة كأس العالم صيف العالم المقبل نظرا لأن هذه الأبواق تعكس صورة من تاريخ جنوب أفريقيا وحظرها سيعد بمثابة تدخل فى أمور شخصية. وأشار بلاتر إلى أن الاتحاد الدولى سيجرى مشاورات مع اللجنة فى أعقاب انتهاء بطولة كأس القارات حول أبواق التشجيع ولكنه دافع عن استخدامها بصفتها صورة معبرة عن تاريخ البلاد كما هو الحال فى دول أخرى مثل سويسرا حيث تدق فى بعض الأحيان «أجراس البقر» أثناء المباريات. وكانت الأصوات قد ارتفعت مطالبة بحظر هذه الأبواق بحجة أنها تثير الإزعاج للاعبين والمشاهدين على السواء من خلال الضوضاء التى تحدثها طوال عمر المباراة. وفى أعقاب مباراة منتخب أسبانيا ضد العراق والتى انتهت بفوز بطل أوروبا على بطل آسيا بهدف نظيف قال تشابى ألونسو نجم وسط أسبانيا إن استخدام الأبواق البلاستيكية طوال فترات المباراة يثير الإزعاج وطالب اللاعب بحظر هذه الأبواق خلال بطولة كأس العالم المقبلة صيف عام 2010 نظرا لعدم توافقها مع هذا الحدث. وكانت الفيفا قد صرحت باستخدام بدائل بلاستيكية للأبواق المصنوعة من الصفيح ورأت الفيفا أن مثل هذه الأبواق تعكس جزءا من حضارة جنوب أفريقيا ولكن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى عاد واعترف بأن مثل هذه الأصوات الصادرة عن الأبواق تثير الإزعاج وتتسبب فى الضوضاء خاصة بالنسبة للاعبين وجماهير شاشات التليفزيون. فى الوقت نفسه قلل بلاتر من صعوبة الموقف بقوله «عندما نسافر إلى أفريقيا فمن البديهى أن تتعالى الأصوات وأنا أقول دائما: كرة القدم هى مزيج من الطبول والإيقاع والرقص». الجدير بالذكر أن معظم أطفال جنوب أفريقيا لديهم القدرة الفائقة على استخدام هذه الأبواق التى تصدر منها أصوات كأصوات الفيلة وتصم الآذان.