لم يتخلص منظمو بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا حتى الآن من مشكلة المقاعد الشاغرة بالمدرجات فى جميع مباريات البطولة، لكن يبدو أنها لن تكون المشكلة الوحيدة التى تواجه المنظمين سواء فى البطولة الحالية أو فى بطولة كأس العالم 2010 التى تستضيفها البلاد منتصف العام المقبل. وفى الوقت الذى يبذل فيه مسؤولو اللجنة المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) والشركات الراعية للبطولة، خاصة الشركات التى تتخذ من جنوب أفريقيا مقرًا لها، جهودًا لحل هذه المشكلة، يواجه المنظمون مشكلة أخرى أكثر خطورة، وإن لم يتضح أثرها حتى الآن إلا فى مدينة جوهانسبرج، وهى مشكلة الازدحام المرورى. وقد تسبب الزحام المرورى فى تأخر وصول عشرات الآلاف من المشجعين إلى الاستاد قبل بدء حفل افتتاح البطولة يوم الأحد الماضى، وظلوا يتوافدون حتى منتصف المباراة الافتتاحية التى جمعت بين منتخبى جنوب أفريقيا والعراق. لكن المشكلة لم تكن مقصورة على يوم الافتتاح، بل تكررت أكثر من يوم وبشكل أكبر، حيث سيطر الزحام المرورى على وسط المدينة بالكامل وعلى جميع الطرق المؤدية للاستاد. وإزاء هذا الشلل التام فى حركة المرور اضطر آلاف المشجعين والضيوف ورجال الإعلام إلى السير على الأقدام لبضعة كيلومترات حتى الوصول إلى الاستاد قبل بدء المباراة مباشرة. وترتبط هذه المشكلة بمشكلة أخرى أكثر خطرًا وهى المشكلة الأمنية، فالسير على الأقدام يعرّض المشجعين الأجانب لمخاطر الاعتداءات فى أماكن عديدة، ومنها بعض الأماكن المحيطة بالاستاد. ولم ينكر سائقو سيارات الأجرة أو رجال الأمن ذلك، حيث نصح أحد السائقين، على سبيل المثال، أحد الإعلاميين المكلفين بتغطية البطولة بألا يذهب إلى الاستاد سيرًا، وأن يظل فى السيارة حتى وإن تأخر، وذلك لأنه سيمر على أحد الأماكن غير الآمنة فى طريق الاستاد.