قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بإعدام محمود سيد عبدالحفيظ عيساوى، شنقا، لاتهامه بقتل «هبة العقاد» ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها «نادين خالد» داخل شقة الاخيرة فى حى الندى الهادئ بالشيخ زايد فى نوفمبر الماضى.. استقبل المتهم الحكم بهدوء، ولم ينطق بكلمة واحدة أو يعلق. بينما ظهرت علامات السعادة على والدى الضحيتين، صاحبتها دموع والد «نادين»، الذى قال انه يتمنى أن تكون ابنته «مرتاحة» فى قبرها الآن، بعدما انتصر لها القضاء. صدر الحكم برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله، وعضوية المستشارين أحمد المليجى وأنور رضوان. بدأت الجلسة العاشرة من محاكمة المتهم فى الحادية عشرة والنصف صباحا، بعدما حضر «عيساوى» وسط حراسة مشددة بإشراف العميد طارق الحسينى، رئيس حرس المحكمة، واقتاده الرائد ياسر زعتر ضابط الحرس الى قفص الاتهام، وجلست أسرته فى الصفوف الأخيرة من القاعة، ودار حوار هامس بينهم وبين المتهم، استمر دقائق، انتهى عندما أخرجت خالة المتهم منديلا ورقيا طبعت عليه قبله، ثم أعطته لابنها، الذى جلس بعدها داخل القفص واعطى ظهره لكاميرات التصوير. بينما علق المتواجدون فى القاعة على ابتسامة ظهرت على وجه «عيساوى»، بأنه «لا يبالى» بالحكم، وقبل لحظات من النطق بالحكم، تساقطت دموع خالد جمال الدين والد «نادين» عندما تحدث إلى وسائل الإعلام، وقال إنه يرثى الضحيتين فى قبرهما، ويتمنى أن يلتقى بهما فى الجنة. وأضاف أن «هبة ونادين» راحتا ضحية الجشع والطمع والإهمال فى تربية شاب، أودى بحياة فتاتين بسبب السرقة والمال الحرام، ومرت دقائق معدودة، أعلن بعدها الحاجب عن اقتراب بدء الجلسة، وخيم السكون على القاعة، وخرجت هيئة المحكمة، وبدأ النطق بالأحكام فى قضايا مختلفة.. قضى القاضى بالبراءة فى 5 قضايا متنوعة، وبعدها إعدام المتهم محمود عيساوى قائلا: «إن الحكم حكم الله، وإن المحكمة حكمت بإجماع الآراء، أولا بمعاقبة محمود سيد عيساوى بالإعدام عما أسند إليه من أدلة. وأصيب المتهم بذهول بعد سماع منطوق الحكم، ولم ينطق بكلمة واحدة، وعندما اقتربت منه وسائل الإعلام، أدار وجهه بعيدا، وتدخل حرس المحكمة وقام بإخراجه من القاعة حتى لا يستطيع أحد التحدث اليه.. بينما صرخ والد المتهم خارج القاعة، وظل يردد: «ابنى مظلوم والقضية ملفقة، محمود ضحية الناس اللى فوق، ولد غلبان لم يفعل أى شىء.. إحنا سلمنا امرنا لله، وحسبى الله ونعم الوكيل فى الناس اللى بفلوسها وسلطتها ظلموا ابنى». أما إبراهيم العقاد والد الضحية هبة، فقال بعد صدور الحكم: «الإعدام سيبرد النار داخلى قليلا، والدنيا كلها دلوقتى عرفت إن المتهم هو القاتل، وسأحتفل بعيد ميلاد ابنتى يوم 23 يونيو المقبل، دونها، وستحتفل هى فى السماء وسط الملائكة». حيثيات الحكم: «عيساوى» روع النفوس الآمنة قالت المحكمة فى حيثياتها إنها اطمأنت إلى أدلة الثبوت ووثقت بها، وأنها لم تلتفت إلى إنكار المتهم أو ما أثاره الدفاع من أوجه لا تلقى سندا فى الأوراق واطمأنت الى صدق رواية الشهود المؤيدة لاعترافات المتهم التفصيلية بتحقيقات النيابة العامة. وفى جلسة تجديد الحبس الاحتياطى المؤرخة فى 4 ديسمبر العام الماضى، والمدعمة بكل من تقارير الصفة التشريحية والمعامل الطبية الشرعية والمعمل الجنائى، المثبت بيانها تفصيليا بأسباب الحكم والتى جاءت مصدقة لها فى بيان واضح ودليل قوى مع جوهر الدليل الفنى الذى حدد اصابات المجنى عليهما نادين خالد جمال الدين وهبة ابراهيم العقاد والتى أودت بحياتهما حسب ما ورد باعترافات المتهم. وأضافت المحكمة أنها اطمأنت إلى ذلك، وإن جرم المتهم الذى اتسم بالقسوة والوحشية وترويع النفوس فى مأمنها بقتل المجنى عليهما دون ذنب، والهروب بما استولى عليه من حفنة ضئيلة من المال والمنقولات.
