قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين: إن الحروب لا يمكن أن تنجز سلاما فى الشرق الأوسط وأن بؤر التوتر والمخاطر تعدت نطاق المنطقة الإقليمية وانتقلت إلى دول عديدة خاصة الصراع العربى الإسرائيلى الذى تجاوز كل الحدود، وهو ما يؤكد أن السلام فى الشرق الأوسط أصبح مصلحة أمريكية فى المقام الأول والرئيس أوباما يعى ذلك تماما، كما أن الولاياتالمتحدة لم يعد فى وسعها أن تدخل حربا جديدة أو تحسم أى شىء عسكريا لأن حجم قواتها لا يمكن أن يغطى كل الجبهات، خاصة بعد حرب العراق وأفغانستان، ولا يمكن فتح جبهة ثالثة وهو مادفعها إلى التخلى عن بدلة «الكاوبوى»، ومخاطبة مصالح العالم العربى والاسلامى باعتبار أن خطاب المسلمين والعرب هو المفتاح الحقيقى للخروج من الازمة الراهنة. وأكد مكرم خلال صالون السفير هشام محيى الدين الناظر، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، أن العلاقات الامريكية الإسرائيلية تمر الآن بمفترق طرق، وأعتقد أن الغلبة ستكون للولايات المتحدة، وأوباما بدأ مع فريق عمله فى العمل على إنهاء الصراع وإزالة 26 نقطة استيطانية وتجميد العمل الاستيطانى لانه لايمكن أن ندخل فى مفاوضات دون وقف المستوطنات. وأضاف أن عمليات السلام التى تبنتها الإدارات الأمريكية السابقة كانت عمليات عبثية لأن القرارات كانت تصدر بضرورة وقف الاستيطان ثم تغمض الإدارة الامريكية أعينها وتتمادى إسرائيل فى الاستيطان وهو ما يؤكد أن الرؤساء السابقين كانوا متواطئين، بينما الرئيس اوباما هو الرئيس الوحيد الذى يقول ما لم يتوقف الاستيطان فلا يمكن أن نصل إلى عملية سلام حقيقية، وعلينا أن نراقب هذه المعركة لنرى من سيكسر من، هل يكسر أوباما نتنياهو أم أن نتنياهو هو الذى سيكسر أوباما ويتصدع مشروع الأخير للسلام فى الشرق الاوسط. وتابع مكرم: أغلب الظن أن نتنياهو سيحاول الالتفاف حول السلام، وسوف يحاول أن يجعل من النمو الاستيطانى نقطة يكسب بها وربما يقدم اقتراحات أخرى بهدف كسر إرادة أوباما أما أوباما فيملك وقف وحرمان اليهود من قروض بناء المستوطنات، والإدارة الأمريكية تدرس ذلك حاليا، كما يمكن لأوباما حرمان اليهود من حق استخدام الفيتو لصالحهم. وحول زيارة ميتشل لمصر وبعض الدول قال مكرم: ميتشل جاء ليقول لإسرائيل لا تأملوا أن يتغير موقف أوباما، وجاء ليقول لمحمود عباس: يجب أن تتعاون وأن تنتهز الفرصة لبناء السلطة من جديد، وجاء ليقول للعرب يجب أن تقدموا المساعدة لأن أوباما يريد من العرب أن يفكر الجميع فى كيفية كسوة المبادرة التى جاء بها لحما وعظما، لتنطوى المبادرة على قرارات، وكلما تقدمنا فى إنجاز التسوية نتقدم فى التطبيق، وعلى كل نظام عربى يستطيع ان يقدم شيئا حسب قدراته فعلينا أن نتقدم به إذا كنا نؤمن بضرورة السلام. ولفت مكرم إلى أنه على الصعيد الميدانى فإننا نشاهد أن الشرخ الفلسطينى أصبح عميقا وان حماس ليست متحمسة لإصلاح هذا الشرخ، وتساءل: هل ينجح العرب فى فعل شىء؟ وهل يمكن أن تطمئن حماس الولاياتالمتحدة لكى تدخل معها فى سلام؟ و هل تنجح إيران فى مساعدة حماس أو التأثير عليها لكى تصلح هذا الشرخ؟ وعموما فإن أوباما لم يطلب تنازلات من احد ولكنه إذا نجح فى إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان فسيعطينا مؤشرا أنه يستطيع أن يفعل، فالمبادرة تظل مرتبطة بوقف الاستيطان. وأكد مكرم أنه: دون حوار عربى إيرانى ستبقى المنطقة ممزقة، ولا أظن أنه يوجد مشاكل كثيرة بيننا وبين الإيرانيين، وهناك رغبة فى علاقات طبيعية مع إيران والذى يصد هذه الرغبة إيران نفسها.