ينبغى أن نعى - دون خوف أو هلع - أننا الآن، ودون إعلان، نمر بالمرحلة السادسة من الوباء (وهى مرحلة الجائحة) بحسب التعريفات التى وضعتها منظمة الصحة العالمية للمراحل المختلفة الست، والتى توصف عند انتشار الفيروس من إنسان إلى آخر، فى مجموعات فى أكثر من دولة، تابعة لأكثر من إقليم من الأقاليم التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ولكن هل يجب أن يسبب هذا الذعر والهلع فى نفوس الناس؟ والإجابة أن هناك فرقاً بين التراخى والحذر والهلع، والحقيقة أننا كمصريين ليست لدينا منطقة وسطية بين التراخى والاستهتار والتواكل، وبين الهلع والفزع، ولا يوجد أبداً لدينا ما يسمى سلوكيات الوقاية والحذر إلا بعد وقوع الكارثة، والحمد لله فالكارثة لم تقع بعد، وأمامنا فرصة لكى نتصرف مثل بقية شعوب العالم المتحضر، وعندما نقول: ليس هناك داع للذعر فلدينا أسباب لذلك، أولها: أن العدوى منتشرة الآن، وبحسب تقرير 8 يونيو هناك 25288 حالة، توفى منها 139 شخصاً فى 73 دولة، منها دول متقدمة وغنية مثل الولاياتالمتحدة (13217 حالة، 27 وفيات)، وكندا (2115 حالة، 3 وفيات)، واليابان (410 حالات بدون وفيات)، وأيضاً فى دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الصين (108 حالات)، وهناك دول تعتمد على السياحة مثل إسبانيا (291 حالة)، وتركيا (10 حالات)، بل إن العدوى انتقلت إلى الشرق الأوسط فنجد فى إسرائيل 54 حالة منها 15 حالة جديدة فى اليومين السابقين لتاريخ الإحصاء، مصر (10 حالات حتى أمس)، وكذلك لبنان (5) والكويت (18) والبحرين والسعودية والإمارات، ومع ذلك لم نجد مثل هذا الذعر الموجود بين الناس فى مصر، وكذلك وسائل الإعلام، والسبب معروف: إننا لا نحاول أن نغير من سلوكياتنا، فالتجمعات والشيشة على المقاهى وفى المولات والأسواق والسينمات ومباريات الكرة مستمرة، والمقابلات بالأحضان والقبلات مستمرة رغم التحذيرات السابقة. ثانياً: الفيروس حتى الآن ليس بالشراسة التى تخيف، ونسبة حدوث الوفيات قليلة نسبياً. ثالثاً: من حسن الحظ أن الفيروس مازال حساساً لعقار «تاميفلو» وكذلك «ريلينزا»، لذلك أتمنى من الله ألا نفقد هذه الميزة من خلال الاستخدام العشوائى للتاميفلو من باب الفزع والاحتياط. الموضوع فى غاية البساطة ويتلخص فى: العطس والكحة فى مناديل ورقية والتخلص منها فى القمامة – عدم البصق على الأرض – عدم التقبيل – غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار – عدم التواجد بالأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، وإذا كنت مضطراً مثلاً فى وسائل المواصلات فارتد القناع الواقى أو الكمامة – فى حالة الشعور بأعراض الأنفلونزا الزم منزلك للراحة، وإذا كان هناك شك فاتصل بالخط الساخن لوزارة الصحة – الصلاة فى الهواء الطلق – تأجيل رحلات الحج والعمرة، وأتمنى أن يستبدل الحجاج والمعتمرون ما ينفقونه من أموال على الحج والعمرة هذا العام فى تزويج الشباب ومساعدتهم على أن يبدأوا حياة جديدة كريمة، وأنا متأكد أن ثوابهم عند الله سوف يعادل إن لم يفق الثواب من أداء الحج والعمرة. وسوف نتناول يومياً إن شاء الله سؤالاً أو قضية خاصة بهذا الموضوع، ويمكن أن ترسلوا أسئلتكم على جريدة «المصرى اليوم» أوعلى البريد الخاص بى. [email protected]
