للثورة العربية الكبرى قصة، ونشيد، وعلم، أما النشيد فيقول مطلعه يا علمى يا علمى.. يا علم العرب أشرق وأخفق.. فى الأفق الأزرق.. يا علم من نسيج الأمهات.. فى الليالى الحالكات. أما العلم الذى رفعته الثورة فقد كان عبارة عن مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هى الأسود فى الأعلى متبوعا بالأخضر فى الوسط والأبيض فى الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما (الأسود: الدولة العباسية) (الأخضر: الدولة الفاطمية) (الأبيض: الدولة الأموية)، أما المثلث الأحمر فيشير إلى الثورة. .. أما عن قصة هذه الثورة فقد قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية فى يونيو عام 1916بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن على وقادة الجمعيات العربية فى سوريا والعراق فى شكل ميثاق قومى عربى ينشد استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم فى الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك وكانت الجمعيات العربية السرية فى المشرق العربى قد نادت بهذه الثورة ضد الحكم العثمانى وقد أعلن عنها الشريف حسين بن على أمير مكة بهدف تحقيق دولة عربية حرة مستقلة، تضم الجزيرة العربية والمشرق العربى وتتابعت المراسلات بين الشريف حسين وبين المعتمد البريطانى فى القاهرة مكماهون وتمخضت عن بروتوكول دمشق، كأساس للتحالف بين بريطانيا والعرب ضد الأتراك، بالإضافة إلى مطالبة بريطانيا بالاعتراف بخليفة عربى للمسلمين. كما تعهدت بريطانيا بالاعتراف بالاستقلال العربى وتأييده غير أن هذه التعهدات كانت غطاء لمخطط بريطانى لاقتسام الكعكة العربية استعماريا (سايكس- بيكو) وإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين تحت الحماية البريطانية واستمر حسين فى التعاون مع بريطانيا والحلفاء الذين كانوا يمولون جيشه من الخزينة المصرية، ويزودونه بالسلاح والخبراء مثل لورانس العرب وكان آنذاك الوضع صعبا ومتدهورا فى المشرق العربى، حيث صب جمال باشا السفاح (ضابط بالجيش العثمانى) جام غضبه على الضباط العرب، وأعدم كثيرا منهم بعد فشل حملته على قناة السويس، مما دفع قادة الحركة العربية فى المشرق للضغط على الشريف للتعجيل فى إعلان الثورة والذى تم فى مثل هذا اليوم (10) يونيو من عام 1916.