أرجعت دراسة بريطانية حديثة تزايد معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا إلي وسائل الإعلام والسياسيين بشكل أساسي، ملقية باللوم على: «ظاهرة الإسلاموفوبيا، والصورة الذهنية السلبية والغير مبررة عن المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، والتي أسهمت في زيادة هجمات العنف ضد مسلمي بريطانيا». وأوضحت الدراسة التي أعدها «مركز البحوث الإسلامية الأوربية» بجامعة «أكزيتير» البريطانية، وركزت علي لندن كحالة للدراسة (case study): أن هناك ثلاثة مصادر للعنف والرهبة التي يعاني منها المسلمون البريطانيون: يتمثل أولها في الأحزاب السياسية المتطرفة العنيفة في بريطانيا (مثل: الحزب القومي البريطاني، وجماعة الدفاع الإنجليزية ضد الحركات الإسلامية الجهادية)، وثانيهما عصابات لندن الغير تابعة للأحزاب المتطرفة، وثالثها البريطانيون العاديون الذين أصبحوا مقتنعين بالصورة الذهنية التي تصور المسلمين على أنهم إرهابيون وتهديد أمني». ولفتت الدراسة التي حملت عنوان «الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ضد المسلمين: دراسة حالة في لندن»، إلى أن «المسلمين في بريطانيا تعرضوا خلال العام الماضي إلي هجمات حقيقية منها: القتل والاعتداء بالضرب، وإحراق عدد من الممتلكات، في ظل عدم إبلاغ المسلمين للشرطة عن هذه الجرائم بسبب ضعف الثقة لديهم في رجال الأمن في لندن»، موضحة أن «هناك ارتفاعا حيويا في جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال العقد الماضي بما لها من تأثير على الضحايا والعائلات والأصدقاء والجيران». وأكدت الدراسة على «غياب العلاقة بين جرائم الكراهية ضد المسلمين، وبين جرائم الكراهية العرقية، حيث يتم استهداف المسلمين كهدف للعنف»، مشيرة إلى أن «غالبية ضحايا جرائم الكراهية ضد المسلمين من النساء، في حين أن غالبية جرائم الكراهية العرقية تحدث ضد الرجال». ولفتت الدراسة إلى أن «ترويج بعض السياسيين لأسطورة بوش وبلير، إما معنا أو ضدنا في الحرب ضد الإرهاب» كان لها تأثير كبير في زيادة هذه الجرائم، كما أن «إستراتيجية محاصرة الإرهاب بالدمج بين تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإسلامية تعطى الرخصة لمهاجمة المسلمين». ونوهت الدراسة إلى أن «ترويج وسائل الإعلام البريطانية لظاهرة الإسلاموفوبيا يزيد من جرائم الكراهية»، مطالبة وسائل الإعلام بإبراز «ضحايا العنف من المسلمين بنفس القدر التي تظهر به ضحايا جرائم الكراهية من الديانات الأخرى». وتهدف الدراسة التي شارك في إعدادها رئيس وحدة التواصل مع المسلمين بشرطة «اسكتلند يارد» روبرت لمبيرت، إلى «رصد طبيعة ومدى تأثير تلك المشكلة على السياسيين والموظفين الحكوميين وعناصر الشرطة والإعلام والرأي العام في لندن، ودراسة تأثير الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ضد المسلمين على المجتمع البريطاني».
