زار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الأربعاء، لتهنئة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأقباط، بعيد الميلاد المجيد. وقال شيخ الأزهر، خلال اللقاء، إن «الإسلام يحث المسلمين على تهنئة الأقباط، ويجب ألا نلتفت لأصحاب الدعوات المتشددة الذين يمنعون ذلك، لأنهم لا يعبرون عن روح الإسلام»، مطالبًا بأن يتوحد العلماء ورجال الدين ويكونوا على قلب رجل واحد ضد المتشددين. وأضاف: «أراهن على الطبيعة المصرية والشعب المصري الوسطي، وقد عاش الاسلام والمسيحية 1400 عام متسلحين بالمحبة والتسامح»، مشيرًا إلى الدور الذي يقوم به (بيت العائلة) في نشر القيم الوسطية للإسلام من خلال لجان التعليم والشباب، ولافتًا لوجود مبادرة تضم 20 من رجال الدين المسلمين والأقباط لنشر الخطاب الديني المتسامح ومواجهة التشدد. وكشف «الطيب» عن إطلاق قناة فضائية للأزهر الشريف تُقدم فكر الأزهر المستنير، مشيرًا إلى أن «التعاليم الصحيحة والمتسامحة وحدها هي التي ستستمر». فيما أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، «التهئة بميلاد السيد المسيح كلمة الله التي ألقاها إلى السيدة مريم التي ذُكرت في القرآن الكريم، فبالحب سنواجه أعداءنا ولن تستطيع أي جهة أن تنشر الفتن بين أبناء المجتمع المصري الواحد بمسلميه ومسيحييه». وأكد المفتي أن تهنئة المسلمين المسيحيين في أعيادهم تعمل على إشاعة مشاعر التآخي والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يتسم به المجتمع المصري على مر العصور. فيما أعرب البابا تواضروس الثاني عن شكره الكبير وسعادته الغامرة بزيارة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية والوفد الأزهري رفيع المستوى للكاتدرائية المرقسية، مشيدًا بالدور الكبير الذي يقوم به الأزهر في نشر الإسلام الوسطي المعتدل، ومواجهة التشدد والتطرف الديني. كما أكد البابا تأييده لإطلاق قناة فضائية تابعة للأزهر الشريف لنشر الوسطية والاعتدال والتسامح الديني ومواجهة الأفكار المتشددة. ضم وفد الأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر كلا من الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، والدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، والدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، والشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث، والدكتور محمد جميعة، مدير الإعلام بالأزهر.
