شنت جماعة الإخوان المسلمين هجوماً حاداً على الدكتور السيد عبدالستار المليجى، عضو مجلس شورى الجماعة، بسبب كتابه المقرر صدوره خلال أيام بعنوان «مراجعات الفكر والتنظيم فى جماعة الإخوان المسلمين»، وهو الكتاب الأول ضمن موسوعة تؤرخ للجماعة، وتركز الهجوم على طرحه عن التنظيم الخاص داخل الجماعة، فيما أعلن المليجى تمسكه بما قاله، استناداً إلى ما لديه من وثائق. نفى الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة، وجود تنظيم سرى للجماعة، واصفاً كلام المليجى بأنه «ساذج ويصدر من شخص لا يملك فكراً أو رؤية»، موضحاً أن التنظيم السرى يعمل على إعاقة عمل الجماعة، لأنه يؤدى إلى حدوث مشاكل كبرى مع النظام، بالإضافة إلى أن فكرة التنظيم السرى ليست لها أهمية أو فائدة. واتهم حشمت «المليجى» بأنه يزايد على الإخوان، وأضاف أن الإخوان لا يقبلون المزايدة التى ينتهجها المليجى، ووصفه بأنه لن يستطيع هو أو غيره أن يجبر الإخوان على تقبل النصيحة، داعياً إياه إلى «الكف عن المزايدة واللف والدوران، فى محاولة لتشويه صورة الإخوان». ورفض الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للجماعة، التعليق فى البداية، لكنه عاد ليؤكد أن المليجى ليس عضواً فى مجلس شورى الجماعة. من جانبه، كشف المليجى عن الوثائق التى ينشرها لأول مرة فى موسوعته، مؤكداً أنها تنشر لأول مرة، موضحاً أنها عبارة عن مراسلاته ومكاتباته للمرشد العام للجماعة ونائبه الأول، مشيراً إلى أنها تحوى بعض محاضر الاجتماعات التى عقدها بعض أعضاء التنظيم الخاص معه داخل مكتب الإرشاد، كما تحوى معلومات جديدة حول سيطرة التنظيم وأسلوبه فى حجب المعلومات عن المكتب، والآلية التى يتعامل بها فى حجب ما يشاء من معلومات عن أعضاء مكتب الإرشاد. وأكد المليجى أن التنظيم يقوده الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، والمسؤول عن تلقى الخطابات وإعدادها وإعداد المسودات الخاصة بالمناقشة داخل مكتب الإرشاد، متهماً إياه بأنه كان يخفى خطاباته أو يتعمد عدم إدراجها فى مناقشات مكتب الإرشاد. وجدد المليجى كلامه بأن الجماعة لا يوجد فيها مفكر واحد بالمعنى العلمى، وأن أغلب الموجودين فى التنظيم متخصصون فى علوم شتى غير العلم الشرعى، وأضاف أن الجماعة تغيب عنها الآلية التى تتعامل بها مع المنضوين تحت لوائها أو حتى الخارجين عنها، وضرب مثالاً لذلك بمقالة كتبها الدكتور ضياء رشوان، المتخصص فى شؤون الحركات الإسلامية، صدّرها بسؤال: «كيف أنضم للإخوان المسلمين؟» ولم يتلق عليه إجابة، فى حين تتوافر هذه الآلية لدى الأحزاب السياسية ضيقة الأفق، والتى لا يتعدى عدد أعضائها أصابع اليد الواحدة. وقال المليجى إن خلافه مع أمين الجماعة تنظيمى وليس شخصياً كما يحاول تصوير ذلك، وأن هدفه من وراء الكشف عن هذه الوثائق هو إعادة الروح داخل الجماعة وإصلاح ما اعوج فيها.