تواصلت، الأربعاء، الاحتجاجات الشعبية ضد قرار الحكومة الأردنية برفع أسعار المشتقات النفطية والذي دخل النفاذ اعتبارا من الليلة الماضية حيث تم إغلاق منطقة وسط العاصمة عمان والطرق الرئيسية في عديد من المدن والمحافظات الأردنية وصلت إلى حد الصدام مع قوات الدرك والأمن الأردنية واستخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وذكرت وسائل إعلام محلية وشهود عيان أن الإغلاقات شملت العديد من الطرق في معان والزرقاء والطفيلة قبل أن تعمل قوات الأمن الأردنية على إعادة فتحها من جديد فيما عبر محتجون في لواء الشوبك بمحافظة معان جنوب العاصمة عمان عن عضبهم بأن قطعوا الشارع السياحي في المدينة وأمهلوا موظفي الدولة فترة قليلة من الزمن للخروج من مكاتبهم لفرض عصيان عن العمل. وعاود المحتجون في محافظة إربد شمال عمان احتجاجهم على قرار الحكومة بالتجمع أمام دوار«وصفي التل» فيما أقدم عدد من المحتجين على إشعال إطارات في طريق الزرقاء - عمان. وشهد لواء ذيبان بمحافظة مأدبا غرب عمان مواجهات بين المواطنين وقوات الدرك الأردنية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمهرين الذين اعتدوا على المركز الأمني وأحرقوا 3 مركبات تابعة للأمن الذي تعرض للرشق بالحجارة ، كما انطلقت مسيرة غاضبة في محافظة الطفيلة جنوب عمان. كما شهدت العديد من الجامعات الأردنية ومنها جامعة مؤتة في محافظة الكرك احتجاجات من قبل طلبة وعدد من الكادر الإداري في الجامعة احتجاجا على رفع الدعم عن المحروقات ، ونفذ طلبة في جامعة الطفيلة التقنية صباح اليوم وقفة احتجاجية على رفع اسعار المحروقات. وألقت تلك الاحتجاجات الشعبية بظلالها على بورصة عمان حيث فقد مؤشر البورصة 1.1% من قيمته خلال التعاملات المبكرة اليوم ليصل إلى 1908 نقاط مقارنة بمستواهعند الإغلاق أمس والذي بلغ 1930 نقطة. ودعت مجموعة من الحركات الشبابية والشعبية والعشائرية الأردنية في بيان أصدرته الأربعاءإلى المشاركة في مسيرة جماهيرية الجمعة للتحذير من رفع الأسعار، مجددة عزمها على الاستمرار بمطالبها في الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وأطلقت الحراكات على المسيرة اسم "رفع الأسعار لعب بالنار" والتي تأتي احتجاجا على قرار الحكومة الأردنية مساء أمس "الثلاثاء" برفع أسعار المشتقات النفطية وهو القرار الذي أعقبه احتجاجات شعبية واسعة وأعمال تخريب طالت العديد من المدن والمحافظات في شمال وجنوب الأردن. وقرر مجلس نقابة المعلمين الأردنيين في اجتماع طارئ، صباح الأربعاء، البدء بإضراب عام عن التدريس في جميع مدارس المملكة احتجاجا على قرار رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور برفع أسعار مشتقات نفطية، بحسب بيان صادر عن النقابة. ودعا البيان المعلمين والعاملين في وزارة التربية والتعليم إلى الإضراب العام ابتداء من صباح الأربعاء في كافة المديريات والمدارس الحكومية والخاصة ودعوة المعلمين إلى المشاركة في الفعاليات الشعبية ضد قرار الحكومة ، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة المحافظة على أرواح المواطنين ومقدرات وممتلكات الوطن. كما قررت نقابة المحامين التوقف جزئيا، اعتبارا من اليوم، عن المرافعة في مختلف المحاكم، ولمدة ساعة واحدة ظهر كل يوم، احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عنأسعار المحروقات، في ظل ظروف معيشية صعبة يمر بها المواطن. وبدورها ، عبرت نقابة الأطباء الأردنيين عن القلق الشديد من الإجراءات والقرارات الحكومية، تجاه رفع الدعم للمحروقات والغاز ما سيؤدي إلى رفع الأسعار بشكل عام الأمر الذي سيزيد أعباء المواطنين وعدم قدرتهم على العيش بكرامة.