شنت وسائل الإعلام الجزائرية هجوماً حاداً على الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» واتهمته بمجاملة الاتحاد المصرى، حتى تتأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة فى جنوب أفريقيا، وادعت الصحف أن منتخب بلادها ومشجعيه تعرضوا لهجوم من الجمهور المصرى أدى إلى إصابات. وتجنت صحيفة «الشروق» الجزائرية على مصر، حيث أكدت أن جماهيرها تعرضوا لإهانات واعتداءات وسرقات فى شوارع القاهرة، كما أشارت إلى أن الاتحاد الدولى اعترف بوقوع جرحى فى صفوف المنتخب الجزائرى بعد الهجوم على حافلتهم من طرف أفراد تابعين لسمير زاهر، رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، وأن «فيفا» خدع الجزائريين وقال إنها طلبت «ضمانات مكتوبة» من المصريين، وكأن ذلك سيعيد للمنتخب الجزائرى حقه المهدور، مشيرة إلى أن هذه الأحداث لو كانت حدثت مع منتخب أوروبى لاختلف موقف مسؤولى «فيفا». ونقلت الصحيفة تصريحات ل«الأخضر بلومى»، لاعب الجزائر السابق، مسيئة لمصر، واستنكر فيها تصرفات «فيفا» واتهمها بالتواطؤ مع مصر، مشيراً إلى أنه كان من المفترض نقل المباراة إلى أرض محايدة أسوة بما حدث مع زيمبابوى عام 1993. من جانبه، عبر خالد لموشيه، لاعب المنتخب الجزائرى، عن استيائه واندهاشه هو الآخر من الاتحاد الدولى للعبة لتقصيره فى حماية بعثة المنتخب الجزائرى أثناء تواجدها بالقاهرة. وعبر لموشيه فى حوار لصحيفة «ليكيب» الفرنسية عن اندهاشه لموقف «فيفا» فى حادثة الاعتداء على «أتوبيس» المنتخب الجزائرى الذى كان متجهاً إلى الفندق محل إقامته مباشرة بعد وصوله إلى القاهرة مساء الخميس الماضى. وكان لموشيه واحد من ثلاثة لاعبين جزائريين أعلنت بعثة الجزائر أنهم أصيبوا فى حادث الاعتداء، بحسب تأكيدات «فيفا». وقال لموشيه: «إذا كان (فيفا) يفضل المصريين علينا فى نهائيات كأس العالم فليعلنها صراحة.. كان يتعين على الاتحاد الدولى اتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر ومنع إقامة المباراة». وتابع: «أربعة لاعبين رشقوا بالحجارة وتعرضوا لإصابات بالغة، ولكن لا أحد فى الهيئات الدولية تحرك.. يبدو أن هناك انطباعاً وكأن شيئاً لم يحدث.. لعبنا مباراة هادئة فى حين الخوف كان حاضراً وشعرنا به»، مشيراً إلى أن بعض زملائه كانوا «مشلولين» فوق أرضية الميدان. وأكد لموشيه أنه لو حدث العكس وتعرض المنتخب المصرى للاعتداء بالجزائر فإن «الفريق كان سيعود أدراجه فى حينها ويطالب باعتباره فائزاً بنقاط المباراة، وكان سينال ذلك»، مضيفاً: «حالياً لا يوجد أى رد فعل وبعد مرور شهرين أو ثلاثة (فى حال خروجنا من التصفيات) سوف تدخل هذه الأحداث طى النسيان»، متسائلاً فى نفس الوقت: «هل هذه هى الرياضة؟». من جهة أخرى، سافر عدد من قدامى اللاعبين الجزائريين إلى العاصمة السودانية الخرطوم أمس «الثلاثاء» بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة لتشجيع منتخب بلادهم فى المواجهة الفاصلة بملعب المريخ فى أم درمان. وذكر مصدر من وزارة الشباب والرياضة أن الوفد الذى يضم لاعبين من جيلى الثمانينيات والتسعينيات سيتكفل بتوزيع حقائب تحتوى على مؤن على المشجعين الجزائريين المتواجدين فى الخرطوم، بيد أنه لم يوضح طبيعة هذه «المؤن».